🔵 تأصيل [الجزء الثاني] القمر فلسفاته الوثنية (شاهدوا بنفسكم طرق سحر أبنائنا) من مدربين الطاقة والوعي

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والفتيات العرب ممارسات ومعتقدات مرتبطة بالقمر، يتم تسويقها تحت عناوين مثل "علم الطاقة" و"الوعي" و"التأمل". لكن خ

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق
0

القمر بين العلم والفلسفات الوثنية: كشف طرق السحر الحديثة على أبنائنا

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والفتيات العرب ممارسات ومعتقدات مرتبطة بالقمر، يتم تسويقها تحت عناوين مثل "علم الطاقة" و"الوعي" و"التأمل". لكن خلف هذه العناوين البراقة تختبئ فلسفات وثنية وطقوس سحرية قديمة، أعيد تغليفها لتبدو علمية وروحانية. في هذا المقال، نكشف جذور هذه الممارسات، ونوضح الفرق بين الحقائق العلمية والخرافات، ونحذر من مخاطر الوقوع في شرك السحر والشعوذة باسم العلم والدين.

منازل القمر: حقيقة علمية أم أسطورة وثنية؟

القمر يمر بـ 28 منزلاً خلال الشهر القمري، كما ورد في القرآن الكريم:"وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ"(يس: 39). هذه المنازل هي مواقع فلكية، تبدأ من أول ليلة في الشهر حتى الليلة الثامنة والعشرين، ثم يختفي القمر ليلة أو ليلتين حسب اكتمال الشهر.

العلم الحديث يقر بأن القمر يؤثر على المد والجزر، وهذا تأثير طبيعي خلقه الله، مثل تأثير الشمس على النباتات من خلال عملية البناء الضوئي. لكن تحويل القمر إلى إله أو ربط مصائر البشر وأرزاقهم به هو انحراف عن التوحيد، ويدخل في باب الشرك بالله.

فلسفات الطاقة والخيمياء: من أين جاءت؟

ظهرت في العصر الحديث ما يُسمى بـ"الخيمياء المعاصرة"، وهي امتداد للخيمياء القديمة التي كانت تمارس السحر والتنجيم. في هذه الفلسفات، يُعطى لكل مرحلة من مراحل القمر طقوس وقوانين محددة، مثل "تنظيف المشاعر" في القمر الجديد، و"قانون الجذب" في هلال المصباح، و"التشافي الذاتي" في مرحلة الجيبوس (ما قبل البدر)، و"الشحن الطاقي" و"تطهير الشاكرات" عند اكتمال القمر.

هذه الطقوس لا علاقة لها بالعلم، بل هي ممارسات وثنية تهدف إلى استحضار قوى خفية يُعتقد أنها تتحكم في الواقع والحياة.

كيف يتم تضليل الشباب والفتيات؟

يتم تسويق هذه الممارسات تحت عناوين براقة مثل "تطوير الذات"، "جذب الوفرة"، "تنظيف الطاقة"، "تفعيل الحدس"، و"شحن الأحجار الكريمة". وتُربط بكل مرحلة قمرية توكيدات خاصة، مثل:

"بارك هذا الحجر أو هذا الطعام ليعكس قوتك عليه من طاقتك المقدسة للأرض والماء. أشكرك وأمتن لمرشدين القمر وأرواح أم القمر..."

هذه التوكيدات في حقيقتها أدعية وقرابين تُقدم لآلهة القمر أو الأرواح، وهو شرك صريح بالله تعالى.

القمر في الديانات الشرقية: البوذية والهندوسية

في البوذية، يُعتبر القمر رمزًا لعنصر "الين" الأنثوي، ويرتبط بالجسد المشاعري والخصوبة. وتُمارس طقوس مثل "تنظيف مسارات المشاعر الطاقية" بهدف الوصول إلى ما يُسمى "الكاهنة الكبرى".

أما في الهندوسية، فالقمر يحكم طاقة "براهمان" إله الخلق، وتُقدم له القرابين في لحظة الشروق، ويُعتقد أن الاتحاد مع القمر يمنح الاستنارة الروحية. وتوجد نصوص مقدسة تدعو إلى "عقد النوايا" مع القمر الجديد، وتقديم الطعام وأثر من الجسد كقربان.

الخيمياء الطبية والفلك الطبي: ربط الجسد بالكواكب

ظهرت مدارس حديثة تدعي وجود "فلك طبي خيميائي"، يربط كل عضو في الجسم بكوكب محدد، ويزعم أن لكل برج فلكي تأثيرًا على جزء من الجسد. وتُحدد أيام معينة لقص الشعر أو الأظافر أو دفنها، بناءً على حركة القمر، بزعم أن ذلك يجلب الحظ أو الشفاء أو الجمال.

هذه الممارسات لا أصل لها في العلم أو الدين، بل هي شعوذة وتنجيم محرم.

طقوس خطيرة تمارس باسم الطاقة

من أخطر ما يُمارس اليوم باسم "علم الطاقة":

  • قص الشعر أو الأظافر في أيام محددةودفنها أو حرقها، بزعم جلب القوة أو الجمال.
  • شحن المياه أو الأحجار الكريمة بضوء القمرثم شربها أو استخدامها للعلاج.
  • حرق الشعر أو تقديم الطعام والبيض كقرابينفي طقوس سحرية.
  • استخدام دم الحيض في طقوس عهد الدم، وهي ممارسة وثنية خطيرة.
  • إطلاق النوايا وكتابة الأمنيات ثم حرق الورقفي طقوس اكتمال القمر.
  • الاستماع إلى موسيقى أو "سبليمنال" مبرمجة بترددات خطيرة، قد تحمل رسائل خفية مثل "أنا الإله"، وتؤثر سلبًا على العقل.

خدعة "العلم" و"الشرع": كيف يتم التلبيس؟

يُحاول مروجو هذه الممارسات إضفاء صبغة علمية أو دينية عليها، فيقولون مثلاً إن الصيام في أيام البيض (13-15 من الشهر القمري) هو "توازن للطاقة"، أو أن قص الشعر في هذه الأيام "مدعوم علميًا"، أو أن شحن الأحجار "علم طاقي".

لكن الحقيقة أن هذه الممارسات لا أصل لها في العلم التجريبي، ولا في الشريعة الإسلامية. وقد أفتى العلماء بأن الاعتقاد بتأثير القمر على نمو الشعر أو الصحة هو من التنجيم المحرم، وأن ربط العبادات (كالصيام أو الذكر) بنية القمر أو الطاقة هو تحويل للعبادة إلى قربان وثني.

الرموز الخيميائية: احذروا التاتو والإكسسوارات

انتشرت رموز خيميائية في التاتو والإكسسوارات، مثل رمز مراحل القمر أو اتحاد الشمس والقمر، وهي رموز وثنية قديمة ترمز إلى آلهة أو قوى خفية. يجب الحذر من هذه الرموز وعدم استخدامها أو التزين بها.

التوضيح الشرعي: رأي العلماء

أكد العلماء مثل الشيخ صالح الفوزان والدكتور أيمن العنقري أن:

  • التنجيم المحرمهو الاستدلال بالأحوال الفلكية على الحوادث الأرضية (سعادة، شقاء، رزق، صحة...).
  • الاعتقاد بتأثير القمر أو الكواكب في الحوادث أو الأرزاق شرك أكبر أو أصغربحسب الاعتقاد.
  • العبادات يجب أن تكون خالصة لله، وأي تحويل لها إلى طقس أو قربان لغير الله هو شرك.
  • الممارسات المباحة (مثل قص الشعر أو استخدام البخور)إذا دخلت ضمن طقوس وثنية أصبحت محرمة.

الخلاصة: كيف نحمي أبناءنا؟

  • التوعية: يجب توعية الأبناء والبنات بحقيقة هذه الممارسات، وأنها ليست علمًا ولا دينًا، بل شعوذة وثنية.
  • التحقق من المصادر: لا تأخذوا أي ممارسة أو نصيحة إلا من مصادر علمية موثوقة أو من علماء الشريعة.
  • مراقبة المحتوى: انتبهوا للمحتوى الذي يتابعه الأبناء على الإنترنت، خاصة قنوات ومدربي الطاقة والوعي.
  • الرجوع للعلماء: في حال الشك، اسألوا أهل العلم الموثوقين.
  • التمسك بالتوحيد: علموا أبناءكم أن الله وحده هو المتصرف في الكون، وأن الأسباب الحقيقية يجب أن تكون ثابتة علميًا أو شرعيًا.

رسالة أخيرة

كل ما يُمارس اليوم باسم "علم الطاقة" أو "شحن القمر" أو "التأمل القمري" ما هو إلا إعادة إنتاج للوثنيات القديمة، مغلفة بأغلفة عصرية. ديننا واضح، وعقيدتنا صافية، والعلم الحقيقي لا يتعارض مع التوحيد، بل يؤكده. فلنحذر جميعًا من الوقوع في الشرك أو الشعوذة باسم العلم أو الدين.

اللهم هل بلغنا؟ اللهم فاشهد.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك