🔵 تأصيل الجزء الثاني : الرد العلمي + الكيانات + إستدراج المدربين + كيف أسلموا الساوند هيلنغ

في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات العلاج بالصوت أو ما يُعرف بـ"الساوند هيلينغ" في العديد من المجتمعات، وخصوصًا في الأوساط المهتمة بالطاقة واليوغا وال

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
7 دقائق
0

الرد العلمي على الساوند هيلينغ: حقيقة العلاج بالصوت بين العلم والخرافة

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات العلاج بالصوت أو ما يُعرف بـ"الساوند هيلينغ" في العديد من المجتمعات، وخصوصًا في الأوساط المهتمة بالطاقة واليوغا والتأمل. يتم تسويق هذه الممارسات على أنها طرق فعالة لعلاج الأمراض الجسدية والنفسية، وتوازن الطاقة الداخلية، بل وحتى تغيير الحمض النووي (DNA). لكن ما هي حقيقة هذه الادعاءات؟ وهل لها أساس علمي؟ وكيف يتم استدراج الناس، خاصة المدربين، إلى هذه الممارسات؟ في هذا المقال، سنستعرض الرد العلمي على الساوند هيلينغ، ونكشف عن جذوره الروحية، وكيف تم التلاعب به وتسويقه تحت غطاء العلم والدين.

1. الساوند هيلينغ: بين العلم والخرافة

يُروج للساوند هيلينغ على أنه علاج فعال للأمراض المزمنة، وتحقيق التوازن النفسي والجسدي، بل وحتى "تغيير الحمض النووي" وتحسين الجمال والصحة العامة. لكن عند التدقيق العلمي، نجد أن هذه الادعاءات تفتقر إلى أي إثبات علمي موثوق.

الترددات الصوتية: ما هو مثبت علمياً؟

العلم يعترف فقط بالترددات الصوتية والذبذبات التي يمكن قياسها ومعادلتها فيزيائيًا، مثل تلك المستخدمة في الأجهزة الطبية كالموجات فوق الصوتية. هذه الترددات لها تطبيقات طبية مثبتة وتخضع للقياس والتجربة. أما ما يُسمى بـ"الذبذبات الروحية" أو "طاقات مجهولة المصدر"، فلا يوجد أي دليل علمي يدعم وجودها أو تأثيرها على الجسم أو النفس.

خرافة تغيير الحمض النووي

من أكثر الادعاءات شيوعًا أن الساوند هيلينغ يمكنه "إعادة ضبط" أو "تغيير" الحمض النووي (DNA) عبر ترددات صوتية معينة. العلم يرد بوضوح: الحمض النووي لا يتأثر بالترددات الصوتية، بل يتأثر فقط بالإشعاعات والمواد الكيميائية. لا توجد أي دراسة علمية موثقة تثبت أن الصوت أو الترددات يمكن أن تغير تركيب أو وظيفة الحمض النووي.

الأرقام والترددات: لا أساس علمي

يتم الترويج لأرقام محددة مثل 432 هرتز أو 528 هرتز على أنها "ترددات الشفاء". لكن الهيئات الطبية والعلمية أكدت أن هذه الأرقام ليست سوى اختبارات دون أي تأثير بيولوجي مثبت. لا يوجد أي ورقة علمية واحدة تدعم أن لهذه الترددات خصائص علاجية.

2. التأثير النفسي وليس الشفاء الحقيقي

تأثير الاسترخاء والبلاسيبو

الاستماع إلى أصوات هادئة أو موسيقى مريحة قد يؤدي إلى الاسترخاء وتقليل التوتر، وهذا أمر مثبت علمياً. لكن هذا التأثير لا يعني أن هناك شفاءً حقيقياً للأمراض. ما يحدث في كثير من الحالات هو ما يُعرف بتأثير "البلاسيبو" (Placebo Effect)، حيث يعتقد الشخص أنه يتحسن بسبب توقعاته الذهنية، وليس بسبب فعالية العلاج نفسه.

الذبذبات وتأثيرها على العقل اللاواعي

بعض الذبذبات الصوتية قد تؤثر على العقل اللاواعي وتستحضر مشاعر أو ذكريات مكبوتة، مما قد يسبب اضطرابات نفسية أو حالات بكاء أو ارتباك. العلم يفسر ذلك كتأثير نفسي مؤقت، وليس كعلاج حقيقي للأمراض.

3. الكيانات والبوابات الروحية: الجذور الميتافيزيقية

الأوعية التبتية والشاكرات

يتم ترويج الأوعية التبتية (Tibetan Bowls) على أنها أدوات لتنظيف "الهالة الطاقية" وفتح "الشاكرات". لكن العلم يؤكد عدم وجود أي دليل على وجود هالة طاقية أو شاكرات فيزيائية يمكن قياسها. كل هذه المفاهيم مستمدة من فلسفات روحية شرقية (الهندوسية والبوذية) وليست لها أي أسس بيولوجية أو فيزيولوجية.

التواصل مع الكيانات والشياطين

في بعض المدارس الميتافيزيقية، يُعتقد أن الساوند هيلينغ والأوعية التبتية تُستخدم كدوائر لاستدعاء كيانات روحية أو شياطين، خاصة إذا رافقها نية معينة أو ترديد أصوات مثل "أوم" أو "رام". يُحذر من أن هذه الممارسات قد تؤدي إلى تغييرات في الوعي وتسهيل التنويم الإيحائي، مما يجعل الممارس أكثر تقبلاً للأفكار الروحية أو حتى التلاعب به.

4. استدراج المدربين والمتدربين

تسويق الساوند هيلينغ

يتم استدراج المدربين والمتدربين عبر مراكز اليوغا والنوادي النسائية، بحجة التطور الشخصي والتخلص من الضغوط النفسية. يُقدّم الساوند هيلينغ كجزء من الطب البديل أو الطب الصيني، ويتم التلاعب بالمصطلحات لجعله يبدو علمياً أو حتى متوافقاً مع الدين.

التلاعب بالمفاهيم الدينية

تمت "أسلمة" الساوند هيلينغ عبر استبدال مفاهيم الشاكرات والهالات بمصطلحات إسلامية مثل "تنقية القلب والروح" أو "المقامات الروحانية". كما يُربط تأثير الساوند هيلينغ بتأثير قراءة القرآن وتجويده، في محاولة لإضفاء شرعية دينية على هذه الممارسات.

5. الجذور التاريخية والفلسفية للساوند هيلينغ

في الديانات الشرقية والوثنية

تعود جذور الساوند هيلينغ إلى التقاليد الشرقية مثل الهندوسية والبوذية، حيث كان يُستخدم في التأمل واليوغا عبر تكرار "المانترا" وأصوات مقدسة يُعتقد أنها تحمل طاقة كونية. كذلك استخدمت الحضارات المصرية والبابليّة واليونانية الأصوات والترانيم في الطقوس الدينية والسحرية.

في العصر الحديث وحركة "العصر الجديد" (New Age)

في العقائد الروحانية الحديثة، يُعتبر الصوت وسيلة لإعادة ضبط الطاقة الشخصية ورفع الترددات الروحية، ويُستخدم في تقنيات التأمل العصري وقانون الجذب. لكن كل هذه الأفكار تظل فلسفية وروحانية، وليست لها أي إثبات علمي.

6. ماذا يقول العلم؟

  • لا يوجد دليل علمي قوييدعم فكرة أن الأصوات أو الترددات الصوتية يمكن أن تعالج الأمراض الجسدية أو المزمنة، أو تعيد توازن الطاقة، أو تصلح الحمض النووي.
  • العلاج بالموسيقىقد يساعد على تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر، لكنه لا يعالج الأمراض بشكل مباشر.
  • الشعور بالتحسنبعد جلسات الساوند هيلينغ غالباً ما يكون نتيجة تأثير البلاسيبو أو الأجواء المريحة، وليس بسبب فعالية حقيقية للترددات الصوتية.
  • الادعاءات حول الشاكرات والهالاتليست مدعومة بأي بحث علمي بيولوجي أو فيزيولوجي، بل تعود لفلسفات روحية قديمة.

7. الخلاصة والتحذير

الساوند هيلينغ، رغم تسويقه الواسع وتقديمه كعلاج بديل أو روحاني، يفتقر إلى أي إثبات علمي موثوق. يجب الحذر من الانسياق وراء هذه الممارسات أو تصديق الادعاءات غير المدعومة بالأدلة. لا يوجد علاج سحري أو صوتي للأمراض المزمنة أو الخطيرة، ويجب دائمًا الاعتماد على الطب الحديث والأبحاث العلمية الموثقة.

إذا شعرت بالتحسن بعد جلسة ساوند هيلينغ، فتذكر أن ذلك غالبًا بسبب الاسترخاء أو تأثير البيئة المحيطة، وليس لأن الترددات الصوتية لها قدرة خارقة على الشفاء. لا تجعل حاجتك للراحة أو رغبتك في الشفاء تدفعك لتصديق علاجات وهمية قد تضر أكثر مما تنفع.

في النهاية، العلم هو الطريق الآمن لفهم أجسادنا وعلاج أمراضنا. لا تدع الخرافة أو التلاعب بالمفاهيم الدينية والعلمية يبعدك عن الحقيقة.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك