🔵 تأصيل الجزء الأول : حقيقة الساوند هيلنغ وتردداتها والرد على شبهاتها وعرض حقيقتها بالميتافيزيقيا
في السنوات الأخيرة، انتشرت تقنيات العلاج بالصوت أو ما يسمى بـ"الساوند هيلينغ" بشكل واسع، وبدأت تجد لها مكانًا في مجالات اليوغا والطاقة والتأمل والتشاف
حقيقة الساوند هيلينغ (العلاج بالصوت): بين الادعاءات والشبهات والكشف الميتافيزيقي
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت تقنيات العلاج بالصوت أو ما يسمى بـ"الساوند هيلينغ" بشكل واسع، وبدأت تجد لها مكانًا في مجالات اليوغا والطاقة والتأمل والتشافي الذاتي. يُروَّج لها على أنها وسيلة فعّالة لتحقيق التوازن الجسدي والنفسي والروحي، بل وتُقدَّم أحيانًا كبديل للطب التقليدي. لكن، ما هي حقيقة هذه التقنية؟ وما جذورها؟ وهل لها أساس علمي؟ هذا المقال يهدف إلى كشف حقيقة الساوند هيلينغ، الرد على شبهاتها، وشرح حقيقتها من منظور الميتافيزيقيا.
ما هو الساوند هيلينغ؟ وأين نشأ؟
الساوند هيلينغ أو العلاج بالصوت هو استخدام أصوات وترددات معينة يُعتقد أنها تؤثر على الجسم والعقل والروح. من أشهر أدواته: الوعاء التبتي، الأجراس، الشوكات الرنانة، وأحيانًا الغناء العميق (مثل غناء الرهبان البوذيين والهندوس).
هذه الممارسات ليست جديدة، بل تعود جذورها إلى التقاليد الروحية الوثنية القديمة، حيث كانت تُستخدم التعاويذ الصوتية والمانترا كوسيلة للتأثير على الوعي والطاقة. في الهندوسية والبوذية، على سبيل المثال، يُعتقد أن تردّدات مثل "أوم" لها قدرة على رفع الوعي وتنظيف الشاكرات.
الفلسفة وراء العلاج بالصوت
يرتكز الساوند هيلينغ على فكرة أن كل خلية ونسيج في جسم الإنسان له تردد معين، وأن الأمراض تظهر عندما يختل هذا التردد. بالتالي، يُزعم أن تعريض الجسم لترددات صوتية محددة يمكن أن يعيد التوازن للخلايا والأنسجة، ويعيد الانسجام بين الجسد والعقل والروح.
من أشهر الترددات المروَّجة: 528 هرتز (الذي يُقال إنه يصلح الحمض النووي!) و432 هرتز (الذي يُزعم أنه يحقق الانسجام الداخلي). يتم تسويق هذه الترددات على أنها قادرة على الشفاء الذاتي، الاسترخاء، تحسين التركيز، وحتى علاج الأمراض المزمنة مثل السكري والسرطان!
كيف يتم تسويق الساوند هيلينغ؟
تُسوَّق هذه التقنية بطرق متعددة، منها:
- ربطها بتنظيف الشاكرات وتوازن الطاقة:لكل شاكرة لون وتردد محدد، ويُدَّعى أن الصوت ينظفها ويعيد توازنها.
- استهداف الفئات الضعيفة:مثل أطفال التوحد، مرضى الأمراض النفسية، من يعانون من التوتر أو الصدمات العاطفية، وحتى من يسعون لتحسين الجمال الخارجي!
- ادعاءات علمية زائفة:مثل القول بأن الترددات تعيد ضبط الحمض النووي أو تعالج الأمراض المستعصية.
- استخدام شهادات مزيفة:كثير من المدربين يزعمون حصولهم على شهادات من جمعيات ومنظمات علمية وهمية.
- استغلال تأثير البلاسيبو:حيث يشعر البعض بتحسن مؤقت نتيجة توقعاتهم وليس بسبب فعالية حقيقية.
- ربطها بالتنجيم والفلك:يُقال إن لكل كوكب تردد خاص، وأن العلاج بالصوت يربط الإنسان بهذه الذبذبات الكونية.
- التسويق العاطفي:استهداف من يعانون من مشاكل عاطفية أو صحية بوعد الشفاء السريع والسعادة.
ما مدى صحة الادعاءات العلمية؟
الحقيقة الصادمة:لا توجد ورقة علمية واحدة موثوقة في العالم تثبت فعالية الساوند هيلينغ في علاج الأمراض أو إعادة ضبط الحمض النووي أو الشفاء الذاتي.بل إن الهيئات الطبية العالمية صنفت هذه الممارسات ضمن "العلم الزائف" أو حتى "الكذب الصريح".
كل الشهادات التي يتم التفاخر بها في هذا المجال غالبًا ما تكون مزيفة أو صادرة عن جهات وهمية لا قيمة علمية لها. كما أن القصص والشهادات الشخصية التي تُروى عن الشفاء ليست موثقة طبيًا، وغالبًا ما تعتمد على تأثير القطيع أو البلاسيبو.
حقيقة الساوند هيلينغ في الميتافيزيقيا
من منظور الميتافيزيقيا والروحانيات الوثنية، الساوند هيلينغ ليس مجرد تقنية استرخاء، بل هو أداة لاستحضار الأرواح والكيانات (الجن والشياطين). يُعتقد أن لكل روح أو كيان تردد خاص به، وأن استخدام ترددات معينة مع نية واضحة وممارسات روحية وثنية يفتح قنوات الاتصال مع هذه الكيانات.
يُقسَّم التردد إلى عالي ومنخفض، وكل تردد يُنسب لكيان روحي معين. كما يُربط كل تردد برقم (علم الأرقام)، ويُقال إن الرقم يعكس شخصية الشيطان أو الكيان، قوته، رمزه ومساره الروحي.
أحد أخطر المفاهيم هنا هو "قانون النية"، حيث يُعتقد أن إطلاق النية مع الترددات هو مفتاح استدعاء الكيانات الروحية. بل ويُزعم أن بعض الترددات (مثل 825 هرتز أو 963 هرتز) تفتح قنوات الاتصال مع "الملائكة" أو "الأرواح العليا"، بينما في الحقيقة (حسب الميتافيزيقيا) هي استدعاء للشياطين.
المخاطر والسلبيات
1.مخاطر عقدية ودينية
- فتح بوابات شيطانية والتواصل مع كيانات غير مرئية.
- الوقوع في الشرك من خلال الاستعانة بالجن والشياطين.
- الانحراف عن التوكل على الله والاعتماد على وسائل وثنية.
2.مخاطر صحية ونفسية
- التأثير السلبي على الدماغ والجهاز العصبي.
- حدوث ارتباك عقلي، توتر، اضطرابات نفسية وعقلية.
- صداع، دوار، مشاكل في الجهاز الهضمي، طنين في الأذن، تسارع ضربات القلب.
- حالات من الانفصال عن الواقع أو الغربة الروحية.
- زيادة الوساوس والتشكيك في العقيدة.
- في بعض الحالات، الإفراط في جلسات الساوند هيلينغ قد يؤدي إلى نوبات صرع (حسب دراسات طبية موثقة).
3.مخاطر اجتماعية ومالية
- استغلال الناس ماديًا من خلال بيع أدوات باهظة الثمن (أواني تبتيه، شوك رنانة...).
- الترويج لشهادات مزيفة وادعاءات كاذبة.
- نصح المرضى بترك أدويتهم والاعتماد فقط على الترددات، مما يشكل خطرًا على الصحة.
الخلاصة
الساوند هيلينغ ليس له أي أساس علمي مثبت، وكل ما يُروَّج له من قدرات علاجية أو روحية هو إما خرافة أو شعوذة أو ممارسات وثنية خطيرة. يجب الحذر من الانخداع بهذه الادعاءات، وعدم تعريض النفس أو الأبناء لمثل هذه الجلسات أو الأدوات.
إن البحث عن الراحة النفسية أو الشفاء يجب أن يكون عبر الوسائل العلمية الموثوقة، والاستعانة بالله، والابتعاد عن كل ما يخالف العقيدة أو يفتح أبوابًا للجهل والشرك.
نصيحة أخيرة
احرص على تحصين نفسك وأهلك بالعلم الصحيح، وكن واعيًا أمام أي تقنية أو ممارسة جديدة تُسوَّق لك تحت مسمى "الطاقة" أو "العلاج البديل". اسأل دائمًا عن الدليل العلمي، ولا تنخدع بالشهادات أو القصص غير الموثقة. وتذكّر أن صحتك ودينك أمانة بين يديك.