🔵 تأصيل : الأكسس بارز والسحر الأسود
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من مدارس الطاقة والعلاج الروحي في العالم العربي، مثل "الأكسس بارز" وغيرها من تقنيات التنمية البشرية. هذه المدارس تقد
الأكسس بارز والسحر الأسود: كشف حقيقة مدارس الطاقة الحديثة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من مدارس الطاقة والعلاج الروحي في العالم العربي، مثل "الأكسس بارز" وغيرها من تقنيات التنمية البشرية. هذه المدارس تقدم نفسها كوسائل لتحسين الحياة، زيادة الوعي، وجلب السعادة والثراء. لكن ما حقيقة هذه المدارس؟ وما علاقتها بالسحر والشعوذة؟ وهل تتعارض مع العقيدة الإسلامية؟
في هذا المقال، سنستعرض بعمق أصل وفلسفة الأكسس بارز، ونكشف عن المخاطر الفكرية والعقدية والنفسية المرتبطة بها، مستندين إلى شهادات وتجارب حقيقية من أشخاص خاضوا هذه التجربة، بالإضافة إلى تحليل علمي وشرعي من مختصين.
ما هو الأكسس بارز؟
الأكسس بارز (Access Bars) هو أحد أشهر مدارس العلاج بالطاقة، تأسس على يد جاري دوجلاس في الولايات المتحدة. يزعم ممارسو الأكسس بارز أن هناك 32 نقطة في الرأس، إذا تم لمسها أو الضغط عليها بطرق معينة، فإنها تساعد على "تحرير" الطاقات السلبية، وتفتح مسارات الوعي، وتجلب المال والسعادة والصحة.
يروج المدربون لفكرة أن الإنسان كائن "غير محدود"، وأنه يستطيع تحقيق كل شيء بمجرد "تفعيل" هذه النقاط، وأن الكون سيستجيب له، وأنه لا يوجد حدود للقدرات البشرية.
جذور فلسفة الأكسس بارز: ما وراء الشعارات
1.التمسح بالدين والعلم
يحرص مروجو الأكسس بارز على ربط تقنياتهم بالدين الإسلامي أحيانًا، أو بعلم النفس الحديث أحيانًا أخرى، بهدف إعطاء شرعية علمية أو روحية لما يقدمونه. لكنهم في الحقيقة يعتمدون على فلسفات شرقية وثنية، مثل تناسخ الأرواح، وحدة الوجود، وقوانين الجذب الكوني.
2.الأسئلة الكونية والتشكيك في الثوابت
تعتمد هذه المدرسة على طرح أسئلة وجودية باستمرار، مثل: "من أنا؟"، "ما هو الكون؟"، "هل هناك حقيقة مطلقة؟". الهدف من ذلك هو تفكيك القناعات الدينية والاجتماعية، وزرع الشك في كل شيء، حتى في وجود الله، والوالدين، والمجتمع.
3.تعظيم الذات وتقديس النفس
يتم تكرار عبارات مثل "أنت كائن غير محدود"، "أنت الخالق لحياتك"، "كل شيء يأتيك بيسر وبهاء". هذه العبارات تزرع في النفس شعورًا بالكبرياء والغرور، وتدعو بشكل غير مباشر إلى تاليه الذات، وهو ما يتعارض مع التوحيد الإسلامي.
الجانب الخفي: السحر الأسود واستحضار الشياطين
1.المرشد الروحي والشيطان
يعتبر الوصول إلى "المرشد الروحي" أحد أهم أهداف المدربين المتقدمين في الأكسس بارز. وبحسب اعترافات مؤسس المدرسة، فإن هذا "المرشد" هو كائن له جناحان وعين سوداء واحدة، ويصفه بـ"المعجزة" أو "الوعي الكوني الكبير"، وهو في الحقيقة الشيطان الرجيم.
يدعو المؤسس المدربين إلى إدخال هذا الكائن في أجسادهم، ثم التواصل معه وطرح الأسئلة عليه، مدعيًا أنه من "حراس الكون" وأنه حضر "الانفجار العظيم".
2.الرموز والتعويذات
يتم استخدام رموز وتعويذات سرية في الجلسات، ويُطلب من الممارسين ترديد جمل سحرية (مانترا) مثل: "كل ماضي الحياة يأتيني بيسر وفرح وبهاء"، أو "يا كوني أرني سحرك"، وغيرها من العبارات التي تحمل معانٍ شركية.
3.خدعة الأحكام وتفكيك الحقيقة
من أخطر القواعد في الأكسس بارز ما يسمى بـ"خدعة الأحكام"، حيث يتم التشكيك في كل شيء: النسب، الأبوة، وجود الله، والحقيقة نفسها. الهدف هو تدمير القيم والمبادئ، وتحويل الإنسان إلى كائن بلا هوية ولا انتماء.
شهادات وتجارب واقعية
تجربة منى: أحدى المدربات السابقات في الأكسس بارز
تروي منى تجربتها لمدة 11 سنة في الأكسس بارز، وكيف بدأت بالاقتناع بفكرة القبول المطلق لكل شيء، حتى الأمور التي يرفضها العقل والدين. مع الوقت، بدأت تشعر بالضياع، فقدان الخشوع في الدعاء، كثرة الأمراض، رؤية خيالات، والشعور الدائم بالإرهاق والخوف.
تقول منى: "كنت أظن أنني أمارس علماً نافعاً، لكن مع الأيام اكتشفت أنني ابتعدت عن الله، وأنني كنت أستدعي الشياطين دون أن أدري. بعد التوبة والعودة إلى الله، شعرت براحة وسلام لم أجدها في كل سنوات ممارستي للأكسس بارز".
شهادات أخرى
شارك العديد من الحضور في البث تجاربهم مع مدربي التنمية البشرية والطاقيين، وكيف تعرضوا للاستغلال المالي، أو التحرش، أو التلاعب النفسي، وكيف تسببت هذه الممارسات في تدمير حياتهم الأسرية والاجتماعية.
العلاقة بين التنمية البشرية ومدارس الطاقة
يحذر المختصون من أن كثيرًا من دورات التنمية البشرية المنتشرة حاليًا تعتمد في جوهرها على نفس فلسفة الأكسس بارز ومدارس الطاقة، وإن اختلفت الأسماء والشعارات. فمصطلحات مثل "تطوير الذات"، "تحرير الطاقة"، "البرمجة اللغوية العصبية"، كلها تستند إلى أفكار العصر الجديد التي تمزج بين الوثنية الشرقية والتقنيات الغربية الحديثة.
الأضرار النفسية والاجتماعية
- تفكك الأسرة: كثير من الممارسات تشجع على الفردانية، وتدعو النساء إلى هجر أسرهن وأوطانهن بحجة "تحقيق الذات".
- الاضطرابات النفسية: تكرار الجلسات والأسئلة الوجودية يؤدي إلى القلق، الوساوس، فقدان المعنى، وأحيانًا الهلاوس.
- الاستغلال المالي والجنسي: بعض المدربين يستغلون المتدربات ماليًا أو حتى جنسيًا، مستغلين حالة الضعف أو البحث عن حل للمشكلات.
- الابتعاد عن الدين: مع الوقت، يبدأ الممارس في ترك الصلاة، وخلع الحجاب، والتشكيك في الثوابت الدينية.
الرد الشرعي والعلمي
يؤكد العلماء والمختصون أن كل ما يتعلق بمدارس الطاقة، الأكسس بارز، التنمية البشرية الزائفة، واليوغا، هو في حقيقته مزيج من السحر والشعوذة والعقائد الوثنية. لا يوجد أي أساس علمي حقيقي لهذه الممارسات، وهي تروج لمفاهيم شركية تتعارض مع التوحيد.
قال الله تعالى:"وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله"(الأنعام: 153)
نصائح عملية للوقاية
- التمسك بالعقيدة الصحيحة: العودة إلى القرآن والسنة، وعدم أخذ أي ممارسة أو فكرة إلا بعد التأكد من مشروعيتها.
- الحذر من الدورات المشبوهة: لا تشترك في أي دورة أو جلسة غير معتمدة أكاديميًا أو شرعيًا.
- الابتعاد عن مصطلحات "الوعي" و"تطوير الذات": فهي غالبًا مدخل لفلسفات باطنية.
- التوعية الأسرية: راقبوا ما يتعلمه الأبناء والبنات، وانتبهوا لأي رموز أو طقوس غريبة.
- عدم الاستهانة بالتحذيرات: تجارب الآخرين دليل كافٍ على خطورة هذه الممارسات.
خلاصة
الأكسس بارز وغيره من مدارس الطاقة ليست إلا بوابة للسحر الأسود، وتفكيك العقيدة، وتدمير النفس والأسرة والمجتمع. مهما تم تغليفها بشعارات علمية أو دينية، فهي في حقيقتها امتداد للعقائد الوثنية القديمة، وأداة من أدوات الشيطان لإضلال الناس.
النجاة تكون بالثبات على الحق، والتمسك بالكتاب والسنة، وعدم الانسياق وراء كل جديد دون علم أو بصيرة.
حفظكم الله من كل شر، ونسأل الله لنا ولكم الثبات والهداية.
ساهموا في نشر الوعي، وشارِكوا هذا المقال مع من تحبون.