🔵 تأصيل : الرقص مع الشيطان

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة في عصر تتسارع فيه الأفكار والمعتقدات الغريبة، تنتشر اليوم العديد من المفاهيم التي تُقدَّم تحت مسميات براقة مثل "الطاقة"

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
4 دقائق
0

الرقص مع الشيطان: تحذير من خرافات الطاقة واليوغا

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة

في عصر تتسارع فيه الأفكار والمعتقدات الغريبة، تنتشر اليوم العديد من المفاهيم التي تُقدَّم تحت مسميات براقة مثل "الطاقة"، "اليوغا"، "الشاكرات"، "الوعي الكوني"، و"قوانين الجذب". هذه المفاهيم، رغم ما تبدو عليه من حداثة وروحانية، تحمل في طياتها مخاطر كبيرة على العقيدة والفكر، وقد تؤدي بالإنسان إلى ما يمكن تسميته مجازًا بـ"الرقص مع الشيطان".

ما المقصود بـ"الرقص مع الشيطان"؟

المقصود بهذا التعبير هو الانخراط في ممارسات ومعتقدات بعيدة عن الدين الصحيح والفطرة السليمة، والتي تفتح أبوابًا للتلاعب الشيطاني، سواء من شياطين الإنس أو الجن، وتُبعد الإنسان عن ربه وعن قيمه الحقيقية. هذه الممارسات ليست من محض الخيال، بل هي جزء أصيل من مدارس الطاقة واليوغا والشعوذة المنتشرة في العالم اليوم.

كيف يبدأ الإنسان بالرقص مع الشيطان؟

هناك العديد من الطرق التي قد تؤدي بالإنسان إلى هذا الطريق المظلم، منها:

  • ممارسة التأملات المرتبطة بالطاقة: كل التأملات التي تُروَّج اليوم تحت مسميات الطاقة أو الوعي الكوني هي في حقيقتها رقص مع الشيطان، مهما اختلفت المسميات أو تغيرت الأساليب.
  • الانخراط في مدارس الطاقة: سواء كانت ريكي، أكسس بارز، ثيتا هيلينغ، أو غيرها من المدارس التي تدعي العلاج بالطاقة، فهي جميعها طرق تؤدي في النهاية إلى نفس المصير.
  • الإيمان بالأبراج والتاروت وقراءة الكف والفنجان: هذه الممارسات جميعها تدخل في باب السحر والشعوذة، وهي من أوسع أبواب الرقص مع الشيطان.
  • اللعب مع القرين أو محاولة التواصل مع الأرواح: كل من يحاول التعامل مع القرين أو الكشف عنه أو التسلط عليه، يفتح بابًا خطيرًا للشيطان.
  • تحريف معاني القرآن لتناسب الأهواء: عندما يبدأ الإنسان بتفسير القرآن بما يتناسب مع رغباته أو معتقداته الجديدة، فهو بذلك يبتعد عن الهداية ويقترب من الضلال.
  • الإيمان بأن الإنسان يخلق واقعه أو قدره بنفسه: هذا الاعتقاد يخالف الإيمان بقضاء الله وقدره، وهو من أخطر ما يُروج له في مدارس الطاقة والتنمية الذاتية.
  • الاعتماد على التوكيدات والجذب بدل الدعاء والتوكل: استبدال الدعاء والتذلل لله بالتوكيدات وقوانين الجذب هو طريق للانحراف عن التوحيد.
  • قطع الأرحام باسم الطاقة السلبية أو الكارما: ترويج فكرة أن بعض العلاقات يجب قطعها لأنها تجلب طاقة سلبية أو بسبب الكارما هو أمر مخالف لتعاليم الدين.
  • الإيمان بالشاكرات والإسقاط النجمي والهالات: هذه المعتقدات ليست سوى أوهام تؤدي بالإنسان إلى مزيد من الضياع الروحي.

خداع العصر الجديد

من المؤسف أن كثيرًا من مدربي ومدربات الطاقة يروجون لهذه الأفكار تحت شعارات براقة مثل "عمال النور"، "بذور النجوم"، أو "الزهريين". يُوهمون الناس بأنهم يحملون رسائل كونية أو قدرات خارقة، بينما هم في الحقيقة ضحايا أو مروجون لأفكار شيطانية خطيرة.

حتى الرموز مثل الأرقام المتكررة (111، 369) أو الريش الذي يُقال إنه رسالة من الملائكة، ليست إلا خرافات لا أساس لها من الصحة، بل هي من وسائل الشيطان في التلاعب بعقول الناس.

مخاطر اجتماعية ونفسية

لا تتوقف مخاطر هذه الممارسات عند الجانب الديني فقط، بل تتعداه إلى الجانب الاجتماعي والنفسي:

  • تفكيك الأسرة: تروج بعض المدربات لفكرة الاستقلال والطلاق تحت مسميات مثل "توأم الشعلة"، مما يؤدي إلى هدم الأسر المستقرة.
  • تعزيز النرجسية والأنانية: كثير من هذه الدورات تدعو إلى رفع "طاقة الأنا" وعدم الاهتمام بالآخرين، مما يزرع الأنانية ويهدم قيم التعاون والمحبة.
  • الانفصال عن الواقع: الإيمان بأن الإنسان يستطيع التحكم في كل شيء أو خلق واقعه يجعله يعيش في وهم بعيد عن الحقيقة.

رسائل للمخدوعين

لكل من انخدع بهذه الممارسات أو يفكر في تجربتها، نقول: لا تدعوا أحدًا يضحك عليكم باسم الطاقة أو الوعي أو الجذب أو التنمية الذاتية. نحن كنا مثلكم يومًا ما، ونعرف حجم الخداع الذي يتعرض له الإنسان في هذا المجال.

كل الشكر والامتنان الذي يُطلب منك توجيهه للأشياء الجامدة أو لممارسات لا أصل لها، هو في الحقيقة إبعاد لك عن شكر الله الحقيقي والاعتراف بفضله.

العودة إلى الفطرة

في نهاية المطاف، الفطرة السليمة التي خلقنا الله عليها هي أعظم حصن لنا. استخدموا عقولكم، راقبوا ما يحدث حولكم، ولا تنساقوا وراء كل جديد دون تمحيص. لا شيء يغني عن الإيمان الصادق بالله، والاعتماد عليه، والتمسك بالقيم الحقيقية.

نسأل الله لنا ولكم الهداية والصلاح، وأن يحفظنا جميعًا من شرور هذه الممارسات، ويرد الغائبين إلى رشدهم، ويثبتنا على الحق.

تنبيه:كل ما سبق من ممارسات ومعتقدات، مهما اختلفت مسمياتها أو طرق ترويجها، تؤدي في النهاية إلى نفس النتيجة: الرقص مع الشيطان. فاحذروا، وكونوا على وعي، واحفظوا أنفسكم وأهلكم من هذه الفتن.

دمتم بخير، ونسأل الله أن يحفظكم جميعًا.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك