🔵 تأصيل : الروحانية والإستنارة والإستبصار بالطاقة والوعي والتأملات والتنجيم ( مشاركات الضيوف )
بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة - بمشاركة الضيوف في السنوات الأخيرة، انتشرت في المجتمعات العربية مفاهيم وممارسات جديدة تحت مسميات مثل "الروحانية"، "الا
الروحانية والاستنارة والطاقة: نقد علمي وديني لممارسات العصر الحديث
بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة - بمشاركة الضيوف
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت في المجتمعات العربية مفاهيم وممارسات جديدة تحت مسميات مثل "الروحانية"، "الاستنارة"، "الاستبصار"، "الطاقة"، "الوعي"، و"التأملات"، بل وحتى "التنجيم". هذه الممارسات غالبًا ما تُقدَّم على أنها سبل لتحقيق السعادة، الصحة النفسية، أو حتى التطور الروحي، لكنها في الحقيقة تحمل في طياتها دعوات صريحة للتخلي عن المعتقدات والثوابت الدينية والأخلاقية، وتبني فلسفات غريبة عن ثقافتنا وديننا.
في هذا المقال، نستعرض أبرز الأفكار والممارسات المرتبطة بهذه التيارات، ونحللها من منظور علمي وشرعي، مع الاستفادة من تجارب واقعية لعدد من الضيوف الذين خاضوا هذه التجارب ثم عادوا إلى جادة الصواب.
1. دعوة صريحة للتخلي عن الدين والأخلاق
تبدأ معظم الدورات والممارسات الروحانية بدعوة المشاركين إلى "تحرير أنفسهم" من كل ما تعلموه سابقًا، سواء من الدين أو من القيم المجتمعية أو حتى من المبادئ الأخلاقية. يُقال لهم إن التقدم الروحي أو الاستنارة لن تتحقق إلا بالتخلص من "القشور" التي تحيط بالنفس، والتي يقصدون بها العقيدة والأخلاق والأفكار التي تحد من الحرية الشخصية.
هذه الدعوة ليست مجرد دعوة للانفتاح الذهني، بل هي في حقيقتها دعوة للانسلاخ عن الدين واعتناق دين جديد قائم على عبادة "الكون" أو "الطاقة" أو "الإله الخفي" الذي غالبًا ما يكون في المفهوم الغربي هو الشيطان أو إبليس، كما أوضح بعض المشاركين في النقاش.
2. فلسفة الطاقة والكون: دين جديد بلباس عصري
يروج ممارسو الطاقة لفكرة أن الكون تحكمه "قوى خفية" وأن الإنسان يستطيع من خلال طقوس وممارسات معينة (تأمل، جذب، شحن شاكرات...) أن يتقرب من هذه القوى ويحصل على ما يريد من صحة أو رزق أو سعادة. هذه الفلسفة ليست مجرد تطوير ذات أو استرخاء، بل هي دين جديد قائم على معتقدات وثنية قديمة أعيد تغليفها بمصطلحات حديثة مثل "الوعي"، "الإيجو"، "الاستبصار"، و"الاستنارة".
يتم استدراج المتدربين تدريجيًا: يبدأ الأمر بالعزلة عن الأهل والأصدقاء، ثم التشكيك في كل ما تعلموه، حتى يصلوا إلى مرحلة الانفصال النفسي والاجتماعي، فيكونون أكثر قابلية لتقبل أي فلسفة جديدة تُعرض عليهم.
3. استغلال الاحتياجات النفسية والعاطفية
من أخطر ما في هذه الدورات أنها تستغل الاحتياجات النفسية والعاطفية للأفراد، خاصة من يعانون من الوحدة أو فقدان الحنان أو الأمان. فيتم إقناعهم بأنهم "يفتقدون للمس أو الحب" وأن الحل في جلسات جماعية أو فردية حيث يتم لمسهم أو احتضانهم بحجة "نقل الطاقة الإيجابية". هذه الممارسات قد تفتح الباب لانتهاكات أخلاقية ودينية خطيرة.
4. وهم النتائج السريعة والتلاعب بالمشاعر
يُوهم المشاركون بأنهم سيحققون نتائج سريعة في الشفاء أو تحقيق الأهداف عبر جلسات الطاقة أو التأملات، وغالبًا ما يُطلب منهم دفع مبالغ طائلة مقابل هذه الجلسات أو الدورات. وعندما لا تتحقق النتائج، يُقال لهم أن السبب هو "المعتقدات السلبية" أو "البلوكات" النفسية، أو أنهم لم "يسلموا أنفسهم بالكامل للطاقة" (أي للشيطان كما أوضحت إحدى المتحدثات).
5. التلاعب بالمفاهيم الدينية: "الله غفور رحيم" فقط!
كثير من المروجين للطاقة يقتبسون من الدين الإسلامي ما يخدمهم فقط، فيكررون أن "الله غفور رحيم" ويهملون جانب "شديد العقاب"، ويشجعون على التحرر من الشعور بالذنب، حتى وإن كان الذنب معصية صريحة. يتم تشجيع المشاركين على "خلق فلسفتهم الخاصة" في العبادة والتقرب إلى الله، بعيدًا عن الضوابط الشرعية.
6. نقد علمي لمفاهيم الطاقة والشاكرات والهالة
- الشاكرات: أصلها من الديانات الهندوسية والبوذية، وهي نقاط افتراضية في الجسد يُقال إنها تستقبل وترسل الطاقة الكونية. لم يثبت علميًا وجودها، ولم يتفق حتى الممارسون على عددها (7، 9، 13، 114...).
- الهالة: يُقال إنها حقل طاقي يحيط بالجسم، ويمكن رؤيته بأجهزة مثل "كيرليان". لكن علميًا، هذه الأجهزة لا تقيس إلا تأثيرات فيزيائية بسيطة ولا علاقة لها بأي طاقة روحية.
- الطاقة: المصطلح في القرآن يعني القدرة أو الاستطاعة، وليس الطاقة الكونية أو الشاكرات أو الهالات كما يروج له ممارسو الطاقة.
- العلاج بالطاقة: لم تثبت أي دراسة علمية محكمة فعاليته، وغالبًا ما تكون النتائج بسبب تأثير الدواء الوهمي (Placebo) أو تغييرات في نمط الحياة (رياضة، أكل صحي...).
7. خطورة الدمج بين الروحانية وعلم النفس والطب
أخطر ما يحدث الآن هو دخول مفاهيم الطاقة والروحانية إلى مجالات الطب وعلم النفس تحت مسميات مثل "الطب الشمولي"، "الطب الشعوري"، "علم النفس الروحي". في بعض الدول الغربية، هناك عيادات مرخصة تمارس هذه العلاجات، وأحيانًا يحمل الممارسون شهادات علمية، لكنهم يخلطون بين العلم والدجل. في العالم العربي، بدأنا نرى أطباء ومعالجين نفسيين يروجون للتأملات واليوغا كعلاج، وهو أمر يحتاج إلى وقفة علمية وشرعية.
8. استغلال المرضى وأصحاب الحالات المستعصية
يستهدف مروجو الطاقة مرضى السرطان، التوحد، الأمراض المزمنة... ويعدونهم بالشفاء عبر جلسات الطاقة أو التأملات أو "فتح الشاكرات"، وغالبًا ما يكون المريض في حالة يأس تجعله يتعلق بأي أمل حتى لو كان وهماً.
9. التدرج في الاستدراج: من التأمل إلى العهود الشيطانية
بعض الممارسات مثل "ثيتا هيلينج" و"الريكي" و"الخيمياء" تعتمد على إبرام عهود ونذور مع "الطاقة" أو "المصدر" أو "الكون"، وهي في حقيقتها عهود شيطانية. يُطلب من المشاركين قول عبارات مثل "أسمح"، "أستقبل"، "أوافق"، وهي بمثابة فتح الباب لتسلط الشياطين، كما أوضح ضيوف لديهم خبرة عملية في هذه المجالات.
10. وهم "الوعي" و"الاستنارة" و"الحياة السابقة"
تروج هذه المدارس لفكرة أن الإنسان يستطيع أن يرفع "وعيه" ليصل إلى مستويات عليا من الإدراك، وربما يكشف له عن "حيوات سابقة" أو "أسلاف" أو حتى "أرواح أثيرية". كل هذه الأفكار مأخوذة من الفلسفات الغنوصية والصوفية المنحرفة، ولا أصل لها في الإسلام، بل هي باب واسع للضلال والشك في الدين.
11. الرد الشرعي: الغيب لا يُخاض فيه إلا بدليل
أجمع المشاركون من أصحاب العلم الشرعي أن كل ما يتعلق بالغيب (الروح، الحياة بعد الموت، الهالة، الشاكرات...) لا يجوز الخوض فيه إلا بدليل من القرآن أو السنة. أي محاولة لتفسير هذه الأمور بالعقل أو التجربة الشخصية أو الفلسفة هي باب للضلال والانحراف عن العقيدة الصحيحة.
12. خطورة الشبهات الفكرية في زمن الانفتاح
مع انتشار الأفكار الغربية والعلمانية، أصبح من الضروري على كل مسلم ومسلمة تعلم العلم الشرعي والاطلاع على المذاهب الفكرية المعاصرة، حتى لا يقع فريسة للشبهات أو الدعاوى البراقة التي تروج للحرية المطلقة والانفلات من الضوابط الدينية والأخلاقية.
13. نصائح عملية للوقاية والعلاج
- تعلم العلم الشرعي: أصبح فرض عين في زمن كثرت فيه الشبهات.
- الرجوع إلى القرآن والسنة: في كل ما يتعلق بالغيب والروح والعبادة.
- الحذر من الدورات والممارسات غير المعتمدة: خاصة تلك التي تخلط بين الدين والفلسفات الشرقية أو الغربية.
- عدم الانسياق وراء التجارب الشخصية أو القصص: فليس كل ما يُحكى صحيح أو ينطبق على الجميع.
- التحصين بالأذكار والرُقى الشرعية: خاصة لمن مارس أي من هذه الممارسات.
- عدم الخوض في الغيبيات بلا دليل: والابتعاد عن كل ما يثير الشك في العقيدة.
- التواصل مع أهل العلم: عند الشك أو الحاجة للنصيحة.
14. خلاصة: ديننا مكين ومحفوظ
الإسلام دين شامل، يحدد للإنسان منهج حياة متكامل، ويمنحه السعادة والطمأنينة الحقيقية دون الحاجة إلى فلسفات دخيلة أو ممارسات غريبة. كل من ترك هذه الطرق وعاد إلى الدين وجد ضالته في الإيمان والعمل الصالح، وليس في التأملات أو الطاقة أو الاستنارة الزائفة.
15. أسئلة للنقاش
- ما رأيك في انتشار هذه الممارسات في مجتمعنا؟
- هل تعتقد أن هناك خطر حقيقي من دخولها في الطب أو التعليم؟
- كيف يمكننا حماية أبنائنا ومجتمعاتنا من هذه الأفكار؟
شاركنا رأيك في التعليقات، ولا تتردد في مشاركة المقال مع من تحب.
المصادر والمراجع:- القرآن الكريم وتفسيره.- أبحاث علمية حول "الطاقة" و"الشاكرات" و"العلاج بالطاقة".- تجارب واقعية لممارسين سابقين للطاقة.- كتب ومقالات عن الفكر الغنوصي والصوفيات الحديثة.
تنويه:هذا المقال لا يستهدف الأشخاص، بل يركز على نقد الأفكار والممارسات من منظور علمي وشرعي، حرصًا على سلامة العقيدة وصحة المجتمع.