🔵 تأصيل : السحر الأبيض في الطاقة وتأثيره على العقول

قناة سحر اليوغا والطاقة في عصر تتسارع فيه وتيرة التغيرات الفكرية والاجتماعية، تظهر العديد من المفاهيم والمعتقدات الجديدة التي تثير الجدل، من بينها ما

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق
0

السحر الأبيض في الطاقة وتأثيره على العقول: قراءة نقدية

قناة سحر اليوغا والطاقة

مقدمة

في عصر تتسارع فيه وتيرة التغيرات الفكرية والاجتماعية، تظهر العديد من المفاهيم والمعتقدات الجديدة التي تثير الجدل، من بينها ما يُسمى بـ"السحر الأبيض" في مجال الطاقة. تنتشر هذه الأفكار عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وتجد لها أتباعًا ومروجين يدّعون أنها طريق للسعادة أو الشفاء أو التطور الروحي. لكن ما حقيقة هذه المفاهيم؟ وما مدى تأثيرها على العقيدة والوعي الجمعي؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال، مستندين إلى الحوار الدائر بين مجموعة من المختصين والمهتمين بهذا المجال.

السحر الأبيض: حقيقة أم خدعة؟

ما هو السحر الأبيض؟

يُروج البعض لمفهوم "السحر الأبيض" باعتباره نوعًا من السحر غير المؤذي أو حتى النافع، ويُقدّم في صورة طقوس أو أفكار أو ممارسات تبدو في ظاهرها بريئة أو مفيدة، مثل التأمل، أو جذب الطاقة الكونية، أو استخدام ترددات معينة للشفاء. لكن في جوهر الأمر، لا يوجد في الحقيقة نوع من السحر يُسمى أبيض أو أسود؛ فكل أنواع السحر محرمة في الشريعة الإسلامية، لما فيها من تجاوز للحدود الشرعية والاعتماد على قوى غير مشروعة.

كيف يتسلل السحر الأبيض إلى العقول؟

أخطر ما في السحر الأبيض هو أنه يُقدّم في صورة أفكار أو عادات أو فلسفات يتم تسويقها على أنها علمية أو روحية أو حتى دينية، فتصبح مع الوقت جزءًا من قناعات الإنسان دون أن يشعر، وتتحول من مجرد أفكار إلى إيمانيات ثم إلى عقيدة. هكذا يبتعد الإنسان عن الفطرة والدين الصحيح، ويقع في فخ الخرافة والدجل.

الطاقة والروحانيات: بين العلم والدجل

هل هناك طاقة في القرآن؟

من الشائع أن يربط البعض بين مفاهيم الطاقة والقرآن الكريم، فيدّعون أن هناك "طاقة قرآنية" أو أن تلاوة القرآن تفرز طاقة خاصة يمكن الاستفادة منها بطرق خارجة عن إطار العبادة والدعاء المشروع. لكن الحقيقة أن القرآن هدى وشفاء للقلوب والأرواح، وليس مجالًا لتجارب الطاقة أو الشعوذة. فكل ما لم يرد في الكتاب والسنة من هذه المفاهيم يجب إنكاره وعدم قبوله.

الروحانيون والنورانيون: حقيقة أم شعوذة؟

غالبًا ما يروج بعض الأشخاص لأنفسهم كـ"شيوخ روحانيين" أو "نورانيين"، ويدّعون القدرة على الشفاء أو حل المشكلات عبر طقوس أو أرقام أو طاقات خفية. في الحقيقة، هذه المسميات ليست إلا ستارًا للسحر والشعوذة، ولا علاقة لها بالعلم أو الدين. من الحكمة أن نضع كل من يصف نفسه بروحاني أو نوراني في خانة التحذير، ونعتبره مشعوذًا أو ساحرًا.

كيف تؤثر هذه المفاهيم على المجتمع؟

تدمير الذات والوعي

تجارب كثير من الأشخاص الذين انخدعوا بمفاهيم الطاقة والسحر الأبيض تشير إلى نتائج سلبية، مثل القلق، جلد الذات، الإحباط، وفقدان الثقة بالنفس. تُباع هذه الأفكار على أنها طريق للتحرر أو التطور، لكنها في الواقع تزرع الشك في النفس وتدفع الإنسان لتحمل مسؤولية كل ما يحدث له، حتى أذى الآخرين، مما يؤدي إلى تدمير نفسي عميق.

تفكيك العقيدة والولاء

من أخطر نتائج انتشار هذه المفاهيم هو زعزعة العقيدة الصحيحة، والانتماء الديني والوطني. إذ يتحول الإنسان من التمسك بالدين إلى اتباع أفكار دخيلة، فيضعف ولاؤه لدينه ومجتمعه. كما أن بعض الحركات مثل النسوية المتطرفة أو العلمانية أو ما يُسمى "العصر الجديد" تستغل هذه المفاهيم لتهميش الدين وتفكيك المجتمع.

لماذا يلجأ الناس لهذه الأفكار؟

هناك عدة أسباب تدفع الناس إلى تصديق أو اتباع هذه المعتقدات:

  • ضعف الإيمان أو العقيدة: غياب الفهم العميق للدين يجعل الإنسان عرضة لأي فكرة براقة.
  • الظروف الشخصية أو الأزمات النفسية: البحث عن حلول سريعة أو تفسيرات خارقة للمشكلات.
  • الفضول وحب التجربة: الرغبة في اكتشاف المجهول أو ما وراء الطبيعة.
  • الخوف من المستقبل: استغلال القلق من المجهول لتسويق هذه الأفكار.
  • التأثر بالمجتمع أو الأصدقاء: الضغوط الاجتماعية أو التقليد الأعمى.

الموقف الشرعي والعلمي

التفسير الباطني للقرآن

من الظواهر الخطيرة أيضًا أن يدّعي البعض القدرة على استنباط معانٍ باطنية من القرآن الكريم، دون علم أو دراسة، ويقدمون تفسيرات توافق أهواءهم أو معتقداتهم الشخصية. هذا الأمر خطير، إذ أن تفسير القرآن علم له أصوله وضوابطه، ولا يجوز لأي شخص أن يفسر القرآن من تلقاء نفسه دون الرجوع إلى العلماء والمراجع المعتبرة.

العلم التجريبي والطاقة

أما ما يتعلق بالطاقة كعلم تجريبي، فهناك فرق بين الطاقة الفيزيائية المعترف بها في العلوم (كالطاقة الكهربائية أو النووية) وبين ما يُروج له من "طاقات روحية" أو "علاج بالطاقة" المستمد من فلسفات شرقية أو معتقدات وثنية. العلوم التجريبية لها مراجعها وضوابطها، وما عدا ذلك فهو خرافة أو دجل.

نصائح وقائية

  • الرجوع إلى الكتاب والسنة: اجعل القرآن الكريم والسنة النبوية مرجعك الأول والأخير في كل أمر ديني أو حياتي.
  • التحقق من المصادر: لا تأخذ أي فكرة أو ممارسة إلا بعد التأكد من مصدرها العلمي أو الشرعي.
  • استشارة أهل العلم: في المسائل الدينية أو الغيبية، استشر العلماء المتخصصين ولا تعتمد على اجتهادات شخصية أو مقاطع فيديو عابرة.
  • التمسك بالعقيدة الصحيحة: حافظ على نقاء عقيدتك وابتعد عن كل ما يشوبها من أفكار دخيلة أو بدع.
  • الوعي بخطورة الدجل والشعوذة: كل من يدّعي قدرات خارقة أو شفاءً بالطاقة أو أرقام أو غيرها، فهو دجال أو مشعوذ.

الخلاصة

السحر الأبيض في الطاقة ليس إلا خدعة جديدة تتسلل إلى العقول تحت غطاء العلم أو الروحانية أو حتى الدين. يجب علينا أن نكون على وعي كامل بخطورة هذه المفاهيم، وأن نحصن أنفسنا وأبناءنا بالعلم الصحيح والعقيدة السليمة، وألا ننجرف وراء كل جديد دون تمحيص أو تدقيق. فالعلم والدين كلاهما يدعوان إلى التثبت والرجوع إلى المصادر الموثوقة، لا إلى اتباع الأهواء أو الدجل.

تذكر دائمًا:إذا وجدت نفسك في حيرة من أمر جديد أو فكرة غريبة، فاشكر الله أنه حفظك وميزك عن كثير من عباده، وارجع إلى الأصل: دينك، علمك، وعقلك.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك