🔵 تأصيل : التاروت وحقيقته في التنجيم

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة في السنوات الأخيرة، انتشرت قراءة التاروت والأبراج وعلوم الطاقة بشكل لافت بين الشباب والفتيات، حتى باتت جزءاً من ثقافة م

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق

التاروت وحقيقته في التنجيم: كشف الخرافة وتحذير من المخاطر

بقلم: قناة سحر اليوغا والطاقة

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت قراءة التاروت والأبراج وعلوم الطاقة بشكل لافت بين الشباب والفتيات، حتى باتت جزءاً من ثقافة مواقع التواصل الاجتماعي. لكن ما حقيقة التاروت؟ وما علاقته بالتنجيم والعرافة؟ وما هي المخاطر الدينية والنفسية والاجتماعية لهذه الممارسات؟ في هذا المقال، نعرض تأصيلاً علمياً وشرعياً لموضوع التاروت، ونستعرض تجارب حقيقية ونصائح عملية لحماية النفس والمجتمع من هذه الظواهر.

أولاً: التنجيم، الكهانة، والعرافة – تعريفات شرعية

1. التنجيم

التنجيم هو الاستدلال بأحوال النجوم والأجرام السماوية وربطها بالأحداث التي تقع على الأرض، كادعاء معرفة المستقبل أو مصائر الناس بناءً على حركة الكواكب. ويُعد التنجيم من ضروب السحر وادعاء علم الغيب، وهو أمر محرّم في الشريعة الإسلامية، إذ لا يعلم الغيب إلا الله تعالى.

2. الكهانة

الكهانة تعني ادعاء معرفة الحقائق الغيبية أو الأمور المستقبلية عبر وسائل غير مشروعة، كالتواصل مع الشياطين أو استراق السمع. وقد حذّر النبي ﷺ من الذهاب إلى الكهان، وبيّن أن من يصدقهم فقد كفر بما أنزل على محمد، ومن يذهب إليهم دون تصديق فلا تُقبل له صلاة أربعين ليلة.

3. العرافة

العرافة هي ادعاء معرفة الأمور الخفية أو المسروقات أو أماكن الضالة بمقدمات أو أسئلة معينة. وقد اتفق العلماء على أن العرافة والكهانة والتنجيم كلها من أبواب السحر والتعامل مع الشياطين، وتؤدي إلى تضليل الناس عن دينهم ودنياهم.

ثانياً: التاروت – الجذور والواقع

ما هو التاروت؟

التاروت هو مجموعة من البطاقات يُزعم أنها تكشف عن المستقبل أو تحلل الشخصية أو العلاقات. انتشرت هذه الممارسة في الغرب، ثم انتقلت إلى العالم العربي عبر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.

كيف يُمارس التاروت؟

يقوم "قارئ التاروت" بخلط البطاقات وطرحها أمام المستفيد، ثم يبدأ في تفسير الرموز والصور وربطها بحياة الشخص أو مستقبله. غالباً ما يُطلب من الشخص معلومات شخصية (كالاسم، واسم الأم، وتاريخ الميلاد، وغيرها) لتضييق نطاق الاحتمالات، ويُزعم أن هذه المعلومات تساعد في "استحضار الطاقة" أو "فتح البصيرة".

التاروت والتنجيم: علاقة وثيقة

تدخل قراءة التاروت ضمن إطار التنجيم والكهانة، لأنها تقوم على ادعاء معرفة الغيب وربط الأحداث بحركات النجوم أو الطاقات المزعومة. وقد أكد العلماء أن كل من يمارس أو يصدق هذه الأمور يقع في دائرة التحريم الشرعي.

ثالثاً: تجارب واقعية – شهادات من الداخل

تجربة "رانيا": من قارئة تاروت إلى التوبة

تروي "رانيا"، التي مارست قراءة التاروت لأكثر من 14 عاماً، كيف بدأت بدافع الفضول والرغبة في مساعدة الآخرين، ثم وجدت نفسها تغوص في عالم من الطقوس الغامضة والتواصل مع "طاقات" و"خدام" البطاقات. مع الوقت، بدأت تشعر بأعراض نفسية وجسدية خطيرة: صداع شديد، كوابيس متكررة، عزلة عن الأهل والأصدقاء، وحتى فقدان القدرة على أداء الصلاة. نقطة التحول كانت رؤيتها لظل أسود في غرفة إحدى العميلات، وشعورها بوعكة شديدة استمرت أياماً. بعد البحث والتفكير، أدركت أن ما تمارسه هو نوع من السحر والتعامل مع الشياطين، فتابت إلى الله وتركت هذا المجال، محذرةً الجميع من خطورته.

نصيحتها للفتيات:

"والله ما حد يعرف الغيب إلا الله. راح تخسرين فلوسك وصحتك والناس اللي تحبينهم. انتبهي لعواقب أفعالك."

تجربة "زينب": ضحية الإدمان على قراءة التاروت

أما "زينب"، فقد كانت من المترددات على قارئات التاروت، بحثاً عن إجابات لعلاقتها العاطفية. وجدت نفسها تدفع المال وتنتقل من قارئة لأخرى دون فائدة حقيقية، بل زاد توترها النفسي وارتبكت حياتها. تقول: "كلهم كانوا يقولون لي نفس الكلام، ولا شيء تحقق. خسرت وقتي ومالي، وأدركت في النهاية أنني كنت أبحث عن وهم."

رابعاً: لماذا يُقبل الناس على التاروت والعرافة؟

  • الفضول وحب المعرفة:الرغبة في كشف المستقبل أو فهم الذات.
  • ضعف الوعي الديني:الجهل بحكم الشريعة في هذه الأمور.
  • الفراغ العاطفي أو النفسي:البحث عن أمل أو حل سريع للمشاكل.
  • تأثير وسائل التواصل الاجتماعي:انتشار القنوات والمجموعات التي تروج لهذه الممارسات تحت مسميات "تطوير الذات" أو "الاستبصار".

خامساً: المخاطر الدينية والنفسية والاجتماعية

1. المخاطر الدينية

  • الوقوع في الشرك أو الكفر:تصديق الكهان أو المنجمين أو قارئي التاروت يعد من نواقض الإسلام.
  • ضياع الأجر:من يذهب إلى الكهان دون تصديق لا تُقبل له صلاة أربعين ليلة.
  • الاستدراج والفتنة:قد يبدأ الأمر بالفضول وينتهي بالإدمان والضلال.

2. المخاطر النفسية

  • الإدمان:كثير من الفتيات والشباب يدمنون قراءة التاروت، ويبحثون عن إجابات متكررة، ما يؤدي إلى القلق والوساوس.
  • الاضطرابات النفسية:كوابيس، عزلة، فقدان الثقة بالنفس وبالآخرين.
  • التعلق بالأوهام:الاعتماد على التاروت بدل مواجهة الواقع أو اتخاذ قرارات عقلانية.

3. المخاطر الاجتماعية

  • تفكك العلاقات الأسرية:بعض قارئات التاروت يزرعن الشك والكراهية بين الأهل والأصدقاء.
  • الاستغلال المالي:دفع مبالغ مالية كبيرة مقابل "قراءات" لا أساس لها من الصحة.
  • انتشار الجهل والخرافة:تراجع الوعي العلمي والديني في المجتمع.

سادساً: الردود الشرعية والعلمية

ماذا يقول العلماء؟

  • الإجماع على التحريم:جميع فتاوى العلماء والمؤسسات الدينية (كالأزهر) متفقة على أن التنجيم وقراءة الأبراج والتاروت من المحرمات.
  • لا يعلم الغيب إلا الله:"قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله" (النمل: 65).
  • النبي ﷺ حذّر بشدة:"من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة"، و"من أتى كاهناً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد".

ماذا يقول الطب النفسي؟

  • الإدمان الفكري:التعلق بالتاروت يشبه الإدمان على المخدرات، يبدأ بنشوة مؤقتة وينتهي بالاكتئاب والقلق.
  • العقل الباطن يتأثر:تكرار سماع التاروت يبرمج العقل الباطن ويجعل الشخص يصدق الأوهام.
  • الحل:ملء الفراغ بالأنشطة المفيدة، التقرب إلى الله، طلب الدعم النفسي من المختصين عند الحاجة.

سابعاً: نصائح عملية للحماية من التاروت والتنجيم

  • تعزيز الوعي الديني:معرفة حكم الشريعة في هذه الأمور وتحذير الأبناء والبنات منها.
  • عدم إعطاء المعلومات الشخصية لأي شخص يدّعي معرفة الغيب أو قراءة الطالع.
  • الإبلاغ عن القنوات والممارسات المشبوهة:يوجد أرقام وتطبيقات رسمية في بعض الدول للإبلاغ عن السحر والشعوذة.
  • ملء الوقت بالأنشطة النافعة:الرياضة، القراءة، التطوع، حضور الدروس الشرعية.
  • الاستعانة بالله والمواظبة على الأذكار:الحماية الحقيقية من الشيطان تكون بالقرب من الله.
  • طلب الاستشارة من العلماء والمختصين النفسيين عند الحاجة.

ثامناً: أسئلة شائعة وإجابات مختصرة

هل قراءة التاروت للتسلية فقط جائزة؟

لا، حتى لو كان الشخص غير مصدق، فقد نهى النبي ﷺ عن ذلك، ويترتب عليه عدم قبول الصلاة أربعين ليلة.

هل تحليل الشخصية عبر الأبراج أو خط اليد يدخل في الكهانة؟

نعم، إذا كان مرتبطاً بادعاء معرفة المستقبل أو الغيب، فهو من الكهانة والعرافة المحرمة.

كيف أتوب إذا وقعت في هذه الأمور؟

  • الإقلاع عن الذنب فوراً.
  • الندم على ما مضى.
  • العزم على عدم العودة.
  • الإكثار من الاستغفار والدعاء.
  • تعويض ما فات بالطاعات والصدقات.

خاتمة

انتشار التاروت والتنجيم والعرافة ظاهرة خطيرة تهدد العقيدة والصحة النفسية والاجتماعية. واجبنا جميعاً أن نرفع الوعي، ونحذر من هذه الأوهام، ونتمسك بالعلم الصحيح والدين القويم. لا يعلم الغيب إلا الله، ولا سعادة ولا طمأنينة إلا بالقرب منه.

"قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله" (آل عمران: 31)

مصادر ومراجع مفيدة

  • موقع الأزهر للفتاوى
  • [حديث: من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة]
  • [دروس ومحاضرات عن السحر والكهانة – الشيخ عبد الله]
  • [الاستشارات النفسية حول الإدمان الفكري]

ساهم في نشر الوعي، وشارك هذا المقال مع من تحب.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك