🔵 تأصيل : الوصايا ( للمارسين والمدربين الناجين من الطاقة والوعي والتأملات والتنجيم )
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات المرتبطة بالطاقة والوعي والتأمل والتنجيم، بالإضافة إلى بعض مدارس التنمية البشرية التي تحمل أفكارًا دخيل
الوصايا للناجين من ممارسات الطاقة والوعي والتأمل والتنجيم: خارطة طريق للتعافي والثبات
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت العديد من الممارسات المرتبطة بالطاقة والوعي والتأمل والتنجيم، بالإضافة إلى بعض مدارس التنمية البشرية التي تحمل أفكارًا دخيلة على العقيدة الإسلامية. كثير من الأشخاص وقعوا في هذه الممارسات، ثم منّ الله عليهم بالنجاة والتوبة. لكن بعد الخروج، يواجه الناجون تحديات نفسية وروحية واجتماعية كبيرة، ويبحثون عن خارطة طريق واضحة تساعدهم على التعافي والثبات. في هذا المقال، نقدم وصايا عملية وإرشادات تربوية مستخلصة من تجارب حقيقية، لتكون دليلًا لكل من خرج أو يفكر في الخروج من هذه الممارسات.
القسم الأول: التوبة الصادقة
1. مراجعة صدق التوبة وتجديدها
- التوبة أساس البداية: يجب على الناجي أن يراجع صدق توبته مع الله سبحانه وتعالى، ويجددها باستمرار، ويدعو الله أن يتقبله من التائبين.
- الندم على الماضي: الشعور بالندم على ما فات من تقصير أو انحراف هو جزء من صدق التوبة.
- الإقلاع التام: التوبة الحقيقية تعني الإقلاع النهائي عن كل الممارسات السابقة، حتى ولو كان التعلق بها بسيطًا.
2. حقوق المدربين والمدربات
- إعلان التوبة: على المدرب أو المدربة أن يعلن توبته أمام متابعيه، ويبرأ من المنهج الوثني الذي كان يدعو إليه.
- رد الحقوق: يجب أن يحلل نفسه من كل من درّبه أو انتفع منه، ويطلب السماح ممن تأثروا به.
- استفتاء العلماء: في الأموال المكتسبة من هذه الدورات، يجب استفتاء العلماء الموثوقين حول كيفية التصرف فيها.
3. الابتعاد عن الشبهات
- عدم التواجد في أماكن الشبهات: سواء كانت مقاطع أو كتب أو حسابات مشبوهة، يجب الابتعاد عنها تمامًا.
القسم الثاني: العبادات كطريق للتعافي
1. المحافظة على الصلوات والسنن
- الصلاة في وقتها: هي عمود الدين وأول ما يُسأل عنه العبد.
- النوم على وضوء وطهارة: سنة نبوية لها أثر كبير في صفاء النفس.
- الابتعاد عن المعاصي: مثل الغيبة والنميمة وسائر المهلكات.
2. الأذكار اليومية
- أذكار الصباح والمساء: حصن للمسلم من الوساوس والأذى.
- أذكار بعد الصلوات: تعزز الصلة بالله وتمنح الطمأنينة.
3. الاستماع للعلماء وقراءة كتب العقيدة
- سماع دروس العقيدة: من العلماء الربانيين وأهل السنة والجماعة.
- قراءة كتب العقيدة: حتى لو لم تكن ملتزمًا سابقًا، فالعقيدة أساس النجاة.
4. الدعاء والصدقة وصحبة الصالحين
- الإكثار من الدعاء: خاصة في أوقات الاستجابة مثل السجود، الثلث الأخير من الليل، وآخر ساعة من يوم الجمعة.
- طلب الدعاء من الوالدين والأطفال والصالحين: لدعائهم أثر عظيم.
- الصدقة اليومية: بنية تفريج الهم والدعاء.
- المشاركة في حلقات تحفيظ القرآن: متاحة اليوم أونلاين من المسجد النبوي والمسجد الحرام.
5. الورد اليومي من القرآن والذكر
- تحديد ورد يومي: جزء أو حزب أو حتى صفحة مع تفسيرها.
- الإكثار من التهليل والاستغفار والصلاة على النبي: ورد يومي لا ينقطع في كل حال.
6. الانكسار لله والاعتراف بالخطأ
- الانكسار في السجود والدعاء والصدقة: يزيل قسوة القلب ويجلب الرحمة.
- الاعتراف بالخطأ أمام النفس وأمام الناس: يحرر النفس من الأعباء.
7. شكر الله وسجود الشكر
- الدوام على الشكر والحمد: على نعمة النجاة والتوبة.
8. بر الوالدين
- الجلوس مع الوالدين وإدخال السرور عليهما: مفتاح للرضا والبركة.
القسم الثالث: فهم الاختبارات والتمحيص بعد النجاة
- الابتلاء والتمحيص سنة إلهية: ما بعد التوبة قد يمر العبد باختبارات صعبة، لكنها ليست انتقامًا أو "تعطيلًا" كما يروج بعض الروحانيين، بل هي تطهير ورفع للدرجات.
- مفهوم "التعطيل" غير صحيح شرعيًا: لا يوجد في الشريعة ما يسمى تعطيل الرزق أو الحياة بسبب الطاقة أو غيرها. الابتلاء اختبار من الله، وليس انتقامًا أو تعطيلًا من مخلوق.
- الثبات والصبر وحسن الظن بالله: مهما اشتدت الابتلاءات، فاليقين بالله والثبات على الطاعة هما طريق الفرج.
القسم الرابع: الآثار النفسية والاجتماعية بعد الخروج من الطاقة
1. الفراغ القاتل
- خاصة للمدربين: بعد حياة مليئة بالنشاطات والدورات، يشعر الناجي بفراغ كبير، يجب ملؤه بالعبادات والهوايات النافعة.
2. الشك في الآخرين وفقدان الثقة
- تبلد المشاعر: تجاه النفس والناس والمواقف.
- الغضب والانفعال: بركان داخلي يحتاج للتهدئة والاحتواء.
3. اضطرابات النوم والمزاج
- الأرق أو النوم الطويل: نتيجة اضطرابات نفسية.
- الحزن الشديد والندم: على ما فات من العمر أو الفرص أو العلاقات.
4. الوساوس والقلق والانعزال
- الوساوس حول التوبة وصحتها: الشيطان يوسوس للناجي ليعيده للماضي.
- الرغبة في الانعزال: يجب مقاومتها وعدم الاستسلام لها.
5. البحث عن بدائل أو الوقوع في ممارسات أخرى
- الوقوع في النورانية أو علوم زائفة أخرى: بحثًا عن ملء الفراغ، يجب الحذر منها.
6. أعراض جسدية ونفسية
- الإرهاق الجسدي، اضطرابات الأكل، القلق، الاكتئاب، الرهاب، الوسواس القهري، الذهان، الخوف الشديد، تسارع ضربات القلب، الكوابيس، الشعور بالعجز.
7. التشخيص الذاتي الخاطئ
- عدم الاعتماد على الإنترنت أو تجارب الآخرين في التشخيص: يجب مراجعة أهل الاختصاص (أطباء، علماء، أخصائيين نفسيين).
القسم الخامس: المحاذير والخطوط الحمراء بعد النجاة
1. عدم العودة لأي محتوى أو حسابات أو علاقات مرتبطة بالطاقة أو الوعي أو التنجيم
- حذف جميع المتابعات والصور والكتب والأحجار: التخلص من كل أثر للماضي.
2. عدم الدخول في نقاشات أو توعية قبل التعافي التام
- التركيز على إصلاح النفس أولًا: ثم بعد التعافي يمكن التوعية.
3. الحذر من المدارس النورانية أو "الطاقية الإسلامية"
- عدم الانخداع بالأسماء الإسلامية: كثير منها يحمل نفس الأفكار الوثنية.
4. الحذر من مجموعات التحفيظ أو الذكر غير الموثوقة
- الالتحاق فقط بالمجموعات الرسمية الموثوقة: مثل حلقات المسجد النبوي أو الحرام.
5. عدم الاعتماد على الإنترنت أو غير المختصين في التشخيص والعلاج
- الرجوع للأطباء والمختصين فقط.
6. عدم الاستسلام للعزلة أو الفراغ
- ملء الوقت بالعبادات والهوايات وصلة الرحم والعمل النافع.
القسم السادس: الانتكاسات وكيفية الوقاية منها
- الانتكاسة واردة: قد يعود البعض للممارسات السابقة بشكل أشد، أو يقع في فخ النورانية أو علوم زائفة أخرى.
- التقييم الدوري للنفس: بورقة وقلم، تقييم الالتزام بالخطة العلاجية وتعديلها باستمرار.
- عدم الانشغال بالحكم على الآخرين أو الغرور: التواضع والتوبة الدائمة.
- عدم محاولة استبدال الطاقة بممارسات "حلال" ظاهريًا تحمل نفس الفلسفات الباطلة.
- عدم الاستسلام عند اشتداد الابتلاءات: الصبر والثبات واللجوء لله.
القسم السابع: مصادر التلقي الصحيحة
- الاعتماد على الوحيين (القرآن والسنة) بفهم الصحابة والسلف الصالح.
- الرجوع للعلماء الربانيين وأهل العلم الموثوقين.
- عدم أخذ الدين أو العلاج من غير أهله أو من الإنترنت أو غير المختصين.
- العقل التجريبي والعلم الصحيح الموثق.
الوصايا العملية للناجين من الطاقة والوعي والتأملات والتنجيم
- عظّم حكم الله ورسوله: توقف عن البحث في الشبهات أو محاولة فهم كيف يعمل السحر أو التنجيم أو الطاقة. يكفيك الحكم الشرعي.
- شارك مشاعرك وهمومك مع المقربين: لا تعش وحدك، واطلب المساعدة من أهلك وأصدقائك.
- لا تتعجل الشفاء: كل شيء يحتاج وقتًا، وداوم على الدعاء والعبادة.
- ثق أن الله هو الشافي: وليس الرقية أو القرآن بذاته، بل الله هو الشافي.
- لا تستمع لأي راقٍ أو مدرب يقيم حالتك دون علم: الحالات الناتجة عن الطاقة معقدة ويصعب تقييمها إلا من مختصين.
- لا تسمح للحزن أو اليأس أو القنوط أن يسيطر عليك: هذه من مداخل الشيطان.
- استخدم كل الوسائل المشروعة للعلاج: أطباء، أخصائيين نفسيين، رقية شرعية، تغيير العادات والسلوكيات.
- لا تشعر بالخزي أو العار من ماضيك: التوبة تجب ما قبلها، وحول هذا الشعور للطاقة الإيجابية في التوعية.
- اجعل لك وردًا يوميًا من القرآن والذكر: ولا تتركه مهما كانت الظروف.
- اهتم بالرياضة والغذاء والصحة الجسدية: فهي جزء من التعافي النفسي.
- التقييم الدوري لنفسك وخطتك العلاجية: كل أسبوعين أو ثلاثة، عدّل خطتك حسب الحاجة.
- قاوم العزلة والانعزال: اختلط بالناس، حتى لو شعرت بعدم الراحة في البداية.
- لا تسلم نفسك للوساوس أو التشخيص الذاتي: الجأ لأهل الاختصاص فقط.
- شارك المحبين في أوقات ضعفك: لا تخجل من طلب الدعم.
- استمر في العبادات حتى لو لم تشعر بخشوع: مع الوقت سيعود قلبك لطبيعته.
- لا تنظري للماضي بألم، بل خذي منه العبرة فقط: وركزي على المستقبل.
- استعيدي هواياتك القديمة واملئي وقتك بالنفع.
- التواضع، البر بالوالدين، صلة الرحم، الصدقة، الصحبة الصالحة: كلها وسائل تعافي فعالة.
- الحجامة مفيدة في الشهور الأولى بعد الخروج من الطاقة.
- لا تتوقفي عن تطوير نفسك وتحسين حياتك العملية والعلمية.
خاتمة
رحلة التعافي من ممارسات الطاقة والوعي والتأملات والتنجيم ليست سهلة، لكنها ممكنة بإذن الله. التوبة الصادقة، الثبات على العبادات، الصحبة الصالحة، التصحيح المستمر للمفاهيم، والاعتماد على الله وحده، هي مفاتيح النجاة والسعادة. لا تيأس، ولا تستسلم، فكل ألم أو حيرة أو اضطراب هو عرض مؤقت، سيزول مع الوقت والثبات. اجعل من تجربتك منارة لغيرك، وكن سببًا في إنقاذ الآخرين من هذا الطريق المظلم. واذكر دائمًا: "إن مع العسر يسرا".
ملاحظة:إذا احتجت للدعم أو النصيحة، لا تتردد في طلب المساعدة من المختصين أو من أهل العلم الموثوقين، ولا تعتمد على الإنترنت أو تجارب الآخرين في التشخيص أو العلاج.
نسأل الله لنا ولكم الثبات والسلامة والهداية.