🔵 تأصيل : من هو المصدر والله والخالق والإله في دين الوعي والطاقة

قراءة نقدية في مفاهيم الطاقة والوعي من منظور العقائد الشرقية والعصر الجديد في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الناس مفاهيم جديدة حول الطاقة والوعي والتأم

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
3 دقائق
0

من هو المصدر، والله، والخالق، والإله في دين الوعي والطاقة؟

قراءة نقدية في مفاهيم الطاقة والوعي من منظور العقائد الشرقية والعصر الجديد

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الناس مفاهيم جديدة حول الطاقة والوعي والتأمل، وظهرت مدارس ودورات ومدربون يتحدثون عن "المصدر" و"الخالق" و"الإله" و"الوعي الكلي" و"الطاقة الكونية". كثير من هذه المصطلحات يتم ربطها بالله عز وجل أو يُوهم الممارسون والمتدربون أنها تعبر عن ذات المفاهيم الإسلامية حول الخالق. لكن هل هذا صحيح؟ وهل فعلاً "المصدر" في فلسفات الطاقة هو الله الذي نعبده؟ أم أن هناك خلطاً خطيراً بين عقائد شرقية وثنية وبين التوحيد الإسلامي؟

في هذا المقال، سنحاول تبسيط وشرح هذه المفاهيم، ونكشف أصولها الفلسفية والدينية، ونوضح كيف انتقلت إلى مجتمعاتنا، وكيف يتم التلاعب بها لتغيير العقيدة والتصورات عن الله والخالق.

لماذا هذا الموضوع مهم؟

كثير من المسلمين، خاصة من يمارسون أو يتدربون على تقنيات الطاقة والوعي والتأمل، وقعوا في فخ فلسفي وعقدي خطير. فقد تم تعليمهم أن "الله" في دين الطاقة هو نفسه الله في الإسلام، وأن "الخالق" و"المصدر" و"الإله" كلها أسماء لله عز وجل. وهنا وقع الخلط، وبدأت تتسلل عقائد وثنية شرقية وأفكار العصر الجديد إلى عقول الناس باسم التطوير الذاتي والشفاء بالطاقة.

جذور المفاهيم: مدرستان رئيسيتان

لفهم أصل المشكلة، يجب أن نعرف أن هناك مدرستين رئيسيتين في موضوع الطاقة والوعي:

  • مدرسة الشرق القديمةوتشمل الهندوسية، البوذية، الزرادشتية، وغيرها من العقائد الشرقية الوثنية، وهي التي أسست مفاهيم التأمل والطاقة والوعي.
  • مدرسة العصر الجديد (New Age)وهي خليط من فلسفات الشرق مع إضافات غربية حديثة، تم تغليفها بمصطلحات علمية وفلسفية لتناسب المجتمعات الغربية، ثم تم تصديرها للعالم الإسلامي والعربي.

المدرسة الأولى: عقائد الشرق (الهندوسية، البوذية، الزرادشتية)

الهندوسية

  • المصدرفي الهندوسية هو "براهمان"، وهو الكائن الأعلى الذي يُعتقد أنه خلق الكائنات والكون، ومنه تصدر الطاقات الكونية.
  • براهمان ليس هو الله في الإسلام، بل هو صنم أو كيان فلسفي مجرد، يُشار إليه أحياناً بـ"الوعي الكلي" أو "المصدر" أو "برومو".

البوذية

  • البوذية نشأت من الهندوسية، لكنها لا تؤمن بإله خالق واحد.
  • ترى أن "الوجود" أو "العالم الروحي" هو الألوهية المطلقة، وأن الإنسان يمكن أن يصبح إلهاً من خلال الاتحاد بالوعي المطلق أو العالم الروحي.
  • فكرة الخالق في البوذية افتراضية ونسبية، يحددها البشر عبر أفعالهم وقوة اتصالهم بالوعي.

الزرادشتية

  • تؤمن بصراع بين قوتين: إله النور (أهورا مازدا) وإله الظلام (أهريمان).
  • الاتصال بإله النور يتم عبر القرابين والشعائر، وليس من خلال عبادة الله الواحد الأحد.

المدرسة الثانية: مدرسة العصر الجديد (New Age)

  • هذه المدرسة جمعت بين عقائد الشرق القديمة وبعض الفلسفات الغربية، وأضافت عليها تغليفاً علمياً وفلسفياً.
  • لتسهيل تقبّلها في الغرب المسيحي، تم اختراع تسلسل جديد:
  • الله(الخالق الأعلى)
  • الخالق(المصدر)
  • الإلهة(الكواكب والطاقات)
  • في هذا النظام، الله موجود كخالق أول، لكن التصرف في الكون يتم عبر "المصدر" أو "الخالق" أو "الوعي الكلي"، الذي هو في الحقيقة براهمان أو التاو أو قوى كونية أخرى.
  • عند تصدير هذه المفاهيم للعالم الإسلامي، تم دمجها مع أسماء الله وصفاته لتجنب الصدام مع العقيدة الإسلامية.

كيف انتقلت هذه المفاهيم إلى العالم الإسلامي؟

  • كثير من مدربي الطاقة العرب والمسلمين تدربوا في الغرب أو على أيدي مدربين غربيين.
  • عند نقلهم للدورات والمفاهيم، قاموا بتوحيد "الخالق" و"المصدر" و"الله" في خطابهم، وأوهموا المتدربين أن هذه المصطلحات تعني الله في الإسلام.
  • في الحقيقة، 99% من هؤلاء المدربين يعلمون أن "المصدر" في فلسفات الطاقة هو براهمان أو التاو أو قوة كونية، وليس الله عز وجل.
  • بعضهم أصبح يؤمن بهذه العقائد الوثنية وينكر وجود الله تماماً، خاصة من درسوا الطاقة في مدارس الشرق.

كيف يتم التلاعب بالمفاهيم؟

1.تغيير أسماء الله وصفاته

  • يُقال للمتدربين: "الله هو المصدر"، "الله هو الطاقة"، "الله هو الوعي الكلي".
  • يتم تقديم "المصدر" كاسم من أسماء الله أو صفة من صفاته، رغم أنه لا يوجد في القرآن أو السنة.

2.إيقاف تدفق الأفكار (إلغاء العقل)

  • من أهم أسرار البرمجة في مدارس الطاقة والوعي هو إيقاف تدفق الأفكار، أي تعطيل العقل والمنطق والفطرة.
  • يتم ذلك عبر التأمل، الصمت، التنفس، الاعتزال، حتى يصبح الإنسان بلا مقاومة، فيُبرمج على العقائد الجديدة دون وعي.

3.التحرر من الموروث والبرمجة الدينية

  • يُطلب من المتدرب أن "يتحرر من المعتقدات السابقة"، "ينسف الموروث"، "يبدأ من الصفر"، أي يترك عقيدته ودينه وما تربى عليه.
  • بعدها، يُقال له: "ابحث عن الحقيقة بنفسك"، "الجواب يكشف ولا يسمع"، أي أن الحقيقة ليست في القرآن والسنة، بل في التجربة الشخصية والخيال.

4.نسبية الحقيقة

  • يتم تعليم المتدربين أن "الحقيقة نسبية"، "لا يوجد صح أو خطأ مطلق"، "وجود الله نفسه أمر نسبي".
  • هذا يؤدي إلى الإلحاد أو اللادينية أو الشرك بالله.

5.تقديس الذات وتاليه النفس

  • يتم دفع المتدرب للاعتقاد أنه يمكن أن يصبح إلهاً أو يتحد مع الإله أو العالم الروحي عبر رفع الوعي أو التجلي أو النيرفانا أو التوحد مع الطبيعة.

أمثلة عملية من الواقع

  • كثير من الممارسين والمدربين ينهون رسائلهم بعبارات مثل: "في حفظ المصدر يرعاك ويحميك"، بدلاً من "في حفظ الله".
  • يتم تعليم المتدربين أن الاتصال بالخالق أو المصدر يتم عبر الذبذبات والمشاعر والجسد المشاعري، وليس بالصلاة أو العبادة أو الطاعات.
  • يُقال للمتدربين: "المصدر لا يحاسبك ولا يؤنبك"، "حب الله حب لا مشروط"، فتُهدم بذلك فكرة الحساب والعقاب.

التصنيفات بين المدربين والمتدربين المسلمين

  • مدربون يؤمنون بأن الله هو الخالق والمصدر والإله
  • نسبتهم لا تتجاوز 10% من المدربين، لكن المتدربين البسطاء يقعون في هذا الفخ بنسبة 99%.
  • مدربون يؤمنون بالخالق كمصدر فقط، وليس الله
  • نسبتهم نحو 30%.
  • مدربون يؤمنون بأن الخالق والمصدر غير الله (مدرسة العصر الجديد)
  • نسبتهم تصل إلى 90%.
  • مدربون ينكرون وجود الله أصلاً ويؤمنون ببراهمان أو التاو
  • نسبتهم نحو 20%، خاصة من انتقلوا للدراسة في مدارس الشرق.

كيف يُبرمج المتدرب؟

  • عبر سلسلة من الخطوات:
  • إيقاف تدفق الأفكار(عبر التأمل أو الصمت أو التنفس).
  • التحرر من المعتقدات والموروث(ترك الدين والهوية).
  • الرفض والسماح والقبول(رفض الموروث، السماح للأفكار الجديدة بالدخول، قبولها).
  • البحث عن الحقيقة من الصفر(اعتماد التجربة الشخصية والحدس والشعور).
  • تقديس الذات وتاليه النفس(تصبح أنت الإله أو تتحد مع الوعي الكلي).

خطورة هذه المفاهيم

  • تؤدي هذه العقائد إلى الإلحاد أو اللادينية أو الشرك بالله.
  • تهدم التوحيد والعقيدة الإسلامية من أساسها.
  • تفتح الباب للسحر والشعوذة وعبادة الشياطين تحت مسميات "الطاقة" و"الوعي" و"التجلي".
  • تزرع في عقول الشباب والبنات أن الله ليس هو الخالق فقط، بل هناك مصادر أخرى للطاقة والخلق، أو أن الإنسان يمكن أن يصبح إلهاً.

الخلاصة: كيف نحمي أنفسنا وأبناءنا؟

  • الوعي بالمفاهيم: يجب أن نعرف أصول هذه الأفكار ونميز بين العقيدة الإسلامية والعقائد الشرقية أو الغربية الدخيلة.
  • الرجوع للقرآن والسنة: الله عز وجل له أسماء وصفات محددة في القرآن والسنة، وليس من بينها "المصدر" أو "الطاقة" أو "الوعي الكلي".
  • عدم التساهل مع المصطلحات: لا تقبل أن يُقال لك أن "المصدر" أو "الطاقة" أو "الكون" أو "الوعي" هي أسماء لله أو صفات له.
  • الحذر من الدورات والممارسات المشبوهة: كثير من دورات الطاقة والوعي تحمل في طياتها عقائد وثنية أو فلسفات العصر الجديد.
  • الحوار مع الأبناء والشباب: يجب أن نتحدث مع أبنائنا ونوضح لهم خطورة هذه الأفكار، ونشجعهم على البحث والتحقق وعدم التسليم الأعمى.

أخيراً

دين الطاقة والوعي والتأمل كما يُقدم اليوم في أغلب الدورات والمدارس ليس إلا إعادة إنتاج للعقائد الوثنية الشرقية والعصر الجديد، وتم تغليفها بمصطلحات إسلامية أو علمية لخداع الناس.الله سبحانه وتعالى هو الخالق الواحد الأحد، ليس كمثله شيء، ولا يجوز أن نخلط بينه وبين "المصدر" أو "الطاقة الكونية" أو "الوعي الكلي" أو غيرها من مفاهيم الوثنيات القديمة.

حافظوا على عقيدتكم، وكونوا واعين لما يُعرض عليكم، ولا تنخدعوا بالشعارات البراقة.

المصادر:- القرآن الكريم- كتب مقارنة الأديان- مصادر فلسفة العصر الجديد- تجارب واقعية من ممارسي الطاقة السابقين

"ويثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة"(إبراهيم: 27)

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك