🔵 تأصيل : مصادر أنوار الطاقة للمدرسة النورانية وخزعبلاتها
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الناس العديد من الممارسات والمفاهيم المرتبطة بما يسمى "المدرسة النورانية" وعلوم الطاقة، خاصة في بعض الدول العربية مثل ا
مصادر أنوار الطاقة في المدرسة النورانية وخرافاتها: كشف زيف المعتقدات المنتشرة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الناس العديد من الممارسات والمفاهيم المرتبطة بما يسمى "المدرسة النورانية" وعلوم الطاقة، خاصة في بعض الدول العربية مثل السودان. هذه المدرسة تدّعي امتلاكها لمصادر "أنوار الطاقة" التي تمنح الإنسان قدرات روحية أو شفائية خارقة، وتخلط بين تعاليم دينية وممارسات صوفية وطقوس دخيلة، مما يجعل الكثيرين يقعون في فخ الخرافة والابتعاد عن جوهر الدين الصحيح. في هذا المقال، سنستعرض أهم مصادر الطاقة النورانية كما يروج لها أتباع هذه المدرسة، ونكشف حقيقة هذه الادعاءات وخطورتها على الفرد والمجتمع.
ما هي المدرسة النورانية؟
المدرسة النورانية ليست مجرد تيار صوفي، بل هي خليط من المعتقدات الصوفية القديمة مع إضافات من فلسفات الشرق الأقصى (الهندوسية والبوذية)، وبعض الممارسات السحرية والشعوذة. أتباع هذه المدرسة يزعمون أنهم يمتلكون أسراراً روحية وطاقات نورانية مستمدة من مصادر متعددة، ويستخدمون مصطلحات دينية لجذب البسطاء، مثل "نور الله"، "نور الملائكة"، "نور الأولياء"، وغيرها.
لماذا تنتشر هذه المعتقدات؟
يرجع انتشار هذه المعتقدات إلى ضعف الوعي الديني والعلمي، وغياب التوعية الكافية، خاصة في المجتمعات التي تعاني من الجهل أو الفقر أو البحث عن حلول سريعة للمشاكل النفسية والجسدية. يستغل دعاة المدرسة النورانية عاطفة الناس الدينية، فيدخلون عليهم من باب الذكر والقرآن والأوراد، ثم يمررون لهم طقوساً وممارسات لا تمت للإسلام بصلة، بل تتعارض مع العقيدة الصحيحة.
مصادر الطاقة النورانية كما يروجون لها
يعتقد أتباع المدرسة النورانية أن هناك 12 مصدراً للطاقة النورانية، نلخصها فيما يلي:
1.نور الله
يزعمون أن الإنسان يمكنه استقطاب "نور الله" مباشرة من الكون، ويركزون على آيات مثل "الله نور السماوات والأرض". في حين أن التفاسير المعتبرة تشرح أن المقصود بالنور هنا هو الهداية، وليس نوراً مادياً يمكن امتصاصه أو تخزينه.
2.نور الملائكة
يعتقدون أن الملائكة تبعث طاقة نورانية يمكن استحضارها في الخلوات والذكر، وأن رؤية أضواء أو ألوان في العزلة دليل على الحضور الملائكي.
3.الاتصال بالنبي ﷺ
يدّعون إمكانية الاتصال بالنبي ﷺ عبر المنام أو حتى في اليقظة أثناء الخلوة، أو عبر ما يسمى "الإسقاط النجمي" لزيارة مواقع المعارك أو قبر النبي. ويزعمون أن روح النبي حاضرة دائماً ويمكن التواصل معها، مخالفين بذلك العقيدة الإسلامية الصحيحة.
4.الجن النورانيون (العلويون)
يؤمنون بوجود جن علويين نورانيين، خُلقوا مع إبليس لكنهم لم يُطردوا من رحمة الله، ويعملون تحت إمرة الملائكة الكبار. يزعمون أن هؤلاء الجن مصادر للطاقة الروحية.
5.نور الشيخ أو العارف أو الغوث أو القطب
يعتبرون أن الشيخ أو القطب أو الغوث له طاقة نورانية، ويجب على المريد أن يلازم شيخه ليأخذ من نوره، حتى لو كان ذلك عبر التبرك بآثاره أو حتى لعابه (كما سنوضح لاحقاً!).
6.الطاقة الكونية
يخلطون بين مفاهيم الطاقة الكونية في الفلسفات الشرقية وبين الدين، ويزعمون أن هناك أنواراً إلهية تظل معلقة في الكون يمكن للإنسان استقطابها من خلال تمارين معينة.
7.طاقة الأولياء بعد الموت
يعتقدون أن طاقة الأولياء والصالحين تزداد بعد موتهم، وأن أرواحهم تحوم في الأكوان وتعلم الغيب، لذلك يتبركون بقبورهم وآثارهم.
8.نور الذكر والأوراد
يزعمون أن الذكر والأوراد لها طاقة نورانية خاصة، وأن تكرار الأذكار بأعداد معينة يمنح الإنسان قوة روحية خارقة.
9.نور القرآن والأسماء والصفات
يؤمنون بأن لبعض سور القرآن وأسمائه طاقات خاصة، مثل سورة النور، وسورة ياسين، ومفاتيح السور (كهيعص، ألم، إلخ)، ويزعمون أن تلاوتها بأعداد محددة تفتح أسراراً خفية.
10.نور الأثر
يذهبون إلى أن كل ما يلمسه الولي أو الشيخ (وسادته، ثيابه، لعابه!) يحمل طاقة نورانية، ويقومون بجمع لعاب الشيخ في أوعية ويوزعونه على المرضى للشفاء، في ممارسات أقرب إلى الشعوذة منها إلى الدين.
11.طاقة المكان
يؤمنون بوجود طاقة في الأماكن التي أقام فيها الأولياء أو العباد أو حتى النبي ﷺ، ويتبركون بالكهوف أو الأماكن التي شهدت خلوات أو معجزات.
12.رؤى الشيخ وأحلامه
يعتبرون أن رؤى الشيخ أو أحلامه مصدر للتشريع والنور، ويطيعون أوامره حتى لو خالفت العقل أو الشرع، بدعوى أنها مستمدة من النور الإلهي.
كيف يتم تمرير هذه الخرافات؟
يعتمد دعاة المدرسة النورانية على استغلال العاطفة الدينية، فيدخلون على الناس من باب الذكر وحب النبي ﷺ، ثم يمررون لهم مفاهيم دخيلة مثل الطاقات، الشاكرات، التعاويذ، الترانيم، وحتى السحر والشعوذة، ويبررون كل ذلك بآيات وأحاديث يفسرونها على هواهم أو يقتطعونها من سياقها.
خطورة هذه المعتقدات
- تشويه العقيدة: تخلط بين التوحيد والشرك، وتدخل مفاهيم غيبية لا أصل لها في الإسلام.
- فتح الباب للسحر والشعوذة: كثير من الممارسات النورانية هي في حقيقتها طقوس سحرية بلباس ديني.
- استغلال البسطاء: يتم استغلال حاجات الناس النفسية أو الجسدية لجمع الأموال أو كسب الأتباع.
- إضعاف العلم والمنطق: يتم تهميش العقل والعلم التجريبي لصالح الخرافة والشعوذة.
- تفكيك المجتمع: تؤدي هذه الممارسات إلى ظهور طوائف مغلقة تطيع الشيخ أو القطب طاعة عمياء، مما يهدد وحدة المجتمع.
كيف نواجه هذه الظاهرة؟
- التوعية: نشر العلم الصحيح حول هذه المدارس وكشف زيفها بالأدلة الشرعية والعقلية.
- الرجوع للعلماء: سؤال أهل العلم الموثوقين في كل أمر يتعلق بالعقيدة أو الممارسات الروحية.
- تعزيز الفطرة السليمة: العودة إلى البساطة في العبادة والذكر، دون تعقيد أو تحديد أعداد أو طقوس غريبة.
- عدم الانجرار وراء التجارب الشخصية: كثير من القصص التي يرويها أتباع هذه المدارس هي تجارب نفسية أو إيحاءات لا دليل عليها.
- التحذير من الخلط بين الدين والفلسفات الشرقية أو علوم الطاقة: الإسلام دين واضح لا يحتاج إلى إضافات دخيلة أو طقوس غامضة.
الخلاصة
المدرسة النورانية ومصادر أنوار الطاقة التي تروج لها ليست سوى خرافات وشعوذات بلباس ديني، تهدف إلى تضليل الناس وسلبهم دينهم وأموالهم وعقولهم. الواجب على كل مسلم ومسلمة أن يتحرى العلم الصحيح، وأن يحذر من هذه المدارس وأمثالها، وأن ينشر الوعي بين أهله وأصدقائه ومجتمعه.
شارك هذا المقال مع من تحب، فرب كلمة أو توعية تخرج إنساناً من ظلمات الخرافة إلى نور العلم والإيمان.
مصادر إضافية للتوعية
- قنوات اليوتيوب المتخصصة في كشف علوم الطاقة والشعوذة من منظور علمي وشرعي.
- كتب العلماء الموثوقين في الرد على الصوفية والغلو في الأولياء.
- متابعة الحملات التوعوية على وسائل التواصل الاجتماعي.
معاً لنحارب الخرافة وننشر النور الحقيقي: نور العلم والإيمان.