🔵 تأصيل : نحاور نناقش بالدليل والحجة والخلق الحسن فلماذا مدربين الطاقة لا يواجهونا

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب العربي مفاهيم مثل "الطاقة" و"النور الداخلي" و"الشاكرات"، وظهر العديد من المدربين الذين يروجون لهذه العلوم تحت مس

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق
0

الحوار حول "الطاقة" بين الدليل العلمي والمنهج الديني

مقدمة

في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب العربي مفاهيم مثل "الطاقة" و"النور الداخلي" و"الشاكرات"، وظهر العديد من المدربين الذين يروجون لهذه العلوم تحت مسميات مختلفة مثل "علم الطاقة" أو "علم النور". في هذا المقال، نستعرض حوارًا دار بين مجموعة من الشباب وأحد المختصين في الشريعة حول حقيقة هذه المفاهيم، وكيفية التعامل معها من منظور علمي وشرعي.

ما هي الطاقة من منظور المروجين لها؟

يصف بعض المهتمين بمجال الطاقة أن هناك طاقة "ذكرية" تنزل من أعلى الرأس أو من منتصف الدماغ، وأن الإنسان يمكنه استشعار هذه الطاقة من خلال التأمل أو حتى التنفس. ويذهب بعضهم إلى أن هذه الطاقة مصدرها الله، وأنها تظهر للإنسان عندما يرتقي روحيًا أو يلتزم بصفاء داخلي أو رياضات روحية معينة.

لكن عند سؤالهم عن الدليل العلمي أو الشرعي على وجود هذه الطاقة، غالبًا ما تكون الإجابة أنها "علم باطني" يُختبر بالتجربة الشخصية ولا يمكن إثباته بالدليل المادي أو النصي.

هل الطاقة علم أم شعوذة؟

سؤال جوهري طُرح في الحوار: هل الطاقة علم حقيقي أم مجرد شعوذة؟أجاب أحد المشاركين بأن الطاقة "تأتي من الله"، لكنه لم يستطع تقديم دليل علمي أو نص ديني يثبت ذلك، بل اعتمد على التجربة الشخصية. وعندما قورن الأمر بالإيمان بالغيب (مثل الإيمان بالجنة والنار)، أوضح المحاور أن الإيمان بالغيب له أصل في القرآن والسنة، أما الطاقة فلا يوجد لها أصل واضح في النصوص.

مقارنة مع الصحابة والأنبياء

أثيرت نقطة مهمة: إذا كانت الطاقة بهذا الفضل وهذه الأهمية، فلماذا لم ترد عن الصحابة أو النبي محمد صلى الله عليه وسلم؟تم الاستشهاد بمكانة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، الذي لم يُذكر عنه أنه تحدث عن طاقة تدخل من الرأس أو عن شاكرات أو نورانيات، رغم أنه أفضل الأمة بعد النبي. فهل يعقل أن يُحرم الصحابة من هذه العلوم، وتظهر فقط في الأزمنة المتأخرة؟

هل هناك دليل شرعي على وجود الطاقة؟

أكد المحاورون أن الدين الإسلامي اكتمل في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، كما قال تعالى:

"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (المائدة: 3).

أي أمر يُنسب إلى الدين يجب أن يكون له أصل في القرآن أو السنة، أو فعله الصحابة أو أئمة المسلمين المعروفين. ولم يُذكر في أي نص شرعي أو حديث صحيح أن هناك "طاقة" أو أن النبي أو الصحابة تحدثوا عنها أو مارسوها.

كما أن مفهوم "النور" الذي ورد في القرآن، مثل قوله تعالى:

"الله نور السماوات والأرض..."فسره الصحابة والعلماء بأنه هداية الله لعباده، وليس طاقة كونية مبثوثة في الأجسام.

التجربة الشخصية ليست دليلاً شرعيًا

كثير من المروجين للطاقة يعتمدون على "التجربة الشخصية" كدليل على صحة معتقداتهم. لكن في الإسلام، التجربة الشخصية ليست مصدرًا من مصادر التلقي، بل المصدر هو الوحي (القرآن والسنة) وفهم الصحابة لهما.ضُرب مثال بالشخص الممسوس (المصاب بالمس)، فهو يشعر بتجربة حقيقية، لكن هذا لا يعني أن ما يشعر به صحيح أو يجب اتباعه، بل يُعالج ويُرقى بالطرق الشرعية.

مصادر هذه المفاهيم: هل هي من الإسلام أم من ثقافات أخرى؟

أوضح المحاورون أن فكرة الطاقة والشاكرات والنور الداخلي مأخوذة من الديانات الشرقية مثل الهندوسية، حيث يؤمنون بوجود طاقة كونية (براهمان) تنتشر في الكون ويمكن للإنسان اقتناصها عبر التأمل والرياضات الروحية.

في المقابل، لم يُعرف عن الصحابة أو الأئمة الأربعة أو العلماء الكبار في الإسلام أنهم تحدثوا عن هذه المفاهيم أو روجوا لها.

مفهوم الروح في الإسلام

عندما سُئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الروح، قال الله تعالى:

"ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" (الإسراء: 85).

أي أن حقيقة الروح غيبية لا يعلمها إلا الله، وليس لنا أن نخوض في تفاصيلها أو ندعي معرفة ماهيتها أو كيفية تأثير النور أو الطاقة عليها.

المنهج الإسلامي في التلقي

المرجع عند المسلمين هو القرآن والسنة، وفهم الصحابة لهما.قال تعالى:

"فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما" (النساء: 65).

ولا يُقبل في الدين إلا ما ثبت بدليل صحيح من الوحي، أما التجارب الشخصية أو الإحساس الداخلي فلا يُبنى عليها اعتقاد أو عبادة.

الخلاصة

  • الطاقةبمفهومها الحديث ليست علمًا مثبتًا ولا أصل لها في الشريعة الإسلامية.
  • النورفي القرآن يُقصد به الهداية وليس طاقة كونية تدخل الجسد.
  • الروحأمر غيبي لا يعلم حقيقته إلا الله.
  • مصادر التلقي في الإسلامهي القرآن والسنة وفهم الصحابة، وليس التجربة الشخصية أو العقل المجرد.
  • مفاهيم الطاقة والشاكراتمأخوذة من ديانات وثقافات غير إسلامية، ولا أصل لها في تراث المسلمين.

نصيحة للباحثين عن الحقيقة

على كل باحث عن الحقيقة أن يعود إلى المصادر الأصيلة (القرآن والسنة) ويفهمها بفهم الصحابة والعلماء المعتبرين، وألا ينجرف وراء كل فكرة جديدة لمجرد أنها منتشرة أو لها دعاة كُثر.فالدين قد اكتمل، والهداية الحقيقية في اتباع ما جاء به النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام.

"رفعت الأقلام وجفت الصحف"أي أن كل ما يحتاجه المسلم في دينه قد بُيّن وأُكمل، فلا حاجة لابتداع مفاهيم جديدة لم ترد عن النبي ولا عن أصحابه.

للمزيد من الفهم

  • اقرأ في تفسير الآيات المتعلقة بالنور والروح.
  • راجع أقوال العلماء حول مصادر التلقي في الإسلام.
  • احذر من الخلط بين المفاهيم الدينية والمفاهيم المستوردة من ثقافات أخرى.

بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك