🔵 تأصيل : سحر الشموع في طقوس الطاقة واليوجا والتأملات والتنجيم
في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات اليوغا، التأمل، تقنيات الطاقة، والتنجيم في المجتمعات العربية، وأصبحت الشموع جزءًا أساسيًا من هذه الطقوس. قد تبدو ال
سحر الشموع في طقوس الطاقة واليوغا والتأملات والتنجيم: حقيقة أم خرافة؟
في السنوات الأخيرة، انتشرت ممارسات اليوغا، التأمل، تقنيات الطاقة، والتنجيم في المجتمعات العربية، وأصبحت الشموع جزءًا أساسيًا من هذه الطقوس. قد تبدو الشمعة للوهلة الأولى مجرد وسيلة لإضفاء جو من الهدوء أو الرومانسية، لكن ما حقيقة استخدام الشموع في هذه الممارسات؟ وما هي الفلسفات والمعتقدات التي تقف وراءها؟
في هذا المقال، سنكشف الستار عن فلسفة "سحر الشموع" كما تُمارس في طقوس الطاقة واليوغا والتأملات والتنجيم، ونوضح مخاطرها الخفية التي قد لا يدركها الكثيرون.
النية: البوابة الأولى للدخول في الطقوس
يبدأ كل شيء بالنية. كثير من المدربين والممارسين يطلبون منك "استحضار النية" قبل أي ممارسة طاقية أو تأملية. قبولك بفكرة وجود "طاقة" مؤثرة أو ضارة هو أول قربان معنوي تقدمه، حتى دون أن تشعر. هذه النية، بحسب فلسفتهم، تربطك طاقيًا بالمجموعة أو الطقس، وتفتح الباب لتأثيرات غير مرئية.
حتى لو دخلت بثًا مباشرًا أو شاهدت فيديو عن الطاقة دون رفض داخلي أو إنكار، فأنت بذلك "شبكت" بنيتك مع هذه الممارسات، ما قد يجعلك عرضة لتأثيراتها، حسب اعتقادهم.
الشموع: أكثر من مجرد ديكور
في نوادي اليوغا، جلسات التأمل، مراكز الطاقة، وحتى عند ممارسة التوكيدات، نجد الشموع حاضرة دائمًا. لماذا يُصر المدربون على إشعال الشموع في كل طقس طاقي أو تأملي؟ هل الهدف هو الهدوء أو الرومانسية فقط؟
الحقيقة أن فلسفة الشموع أعمق بكثير من ذلك. في المعتقدات الميتافيزيقية والوثنية القديمة، كانت الشموع أداة أساسية في طقوس الكهنة والسحرة. يُعتقد أن الشمعة تمثل اتصالاً مباشراً بين العالم المادي والعالم الروحي، وتُستخدم كتعويذة لجذب الكيانات الروحية أو الشياطين، بحسب المعتقد.
فلسفة الشموع في الطقوس الميتافيزيقية
1.الشمعة كتعويذة
كل جزء في الشمعة له معنى: إشعالها، لونها، دخانها، عددها، ورائحتها. يعتقد الممارسون أن إشعال الشمعة مع استحضار النية يجعلها أداة قوية لتوجيه الطاقات الروحية، وجذب الكيانات غير المرئية.
2.الألوان ودلالاتها
لكل لون من الشموع معنى وذبذبة طاقية محددة. مثلاً:- الأحمر: طقوس الحب، الشغف، الطاقة الأنثوية، وشاكرا الجذر.- الأبيض، الأزرق، الأخضر، الأسود، الأصفر... إلخ: لكل لون استخدامه الخاص بحسب نوع الطقس أو الهدف الروحي.
يُقال إن اختيار اللون المناسب يجذب "خادمًا" من الشياطين يتوافق مع الذبذبة الخاصة بذلك اللون والشاكرا المستهدفة.
3.الشبكة السحرية
من أخطر الممارسات وضع عدة شموع (أربعة أو خمسة) بشكل متصل بحبال أو على شكل نجمة خماسية، والجلوس في وسطها. يُقال إن هذا يساعد على "تنظيف الهالة" أو "الطاقات السلبية"، لكنه في الحقيقة (بحسب الفلسفات الوثنية) يضع الجسد داخل رمز كيميائي معقد يجذب خدام الشياطين.
4.تفسير الظواهر المرتبطة بالشمعة
- صوت الطقطقة:علامة على حضور الكيانات.
- دموع الشمعة:اتجاه سيلان الشمع يحمل دلالات طاقية وسحرية.
- شكل الشمعة بعد الاحتراق:يُفسر بحسب وضوح النية وقوة التأثير.
- نقطة النور:يُعتقد أنها بوابة لفتح العوالم الروحية وجذب الكيانات.
ارتباط الشموع بالكواكب والأيام
يرتبط سحر الشموع أيضًا بالكواكب وأيام الأسبوع. فلكل كوكب لونان محددان من الشموع، ولكل يوم من أيام الأسبوع كوكب "يحكمه". يُقال إن إشعال الشموع بألوان وأوقات محددة (خصوصًا في اكتمال القمر أو أثناء الخسوف والكسوف) يعزز التأثير السحري ويحقق الأهداف المرجوة.
مثلاً:- يوم الاثنين للقمر.- يوم الخميس للمشتري.ويُعتقد أن تقديم القرابين (الشموع) للكواكب هو ما يجلب الحظ أو يحقق الأهداف، وليس إرادة الله سبحانه وتعالى.
العناصر الأربعة في الشمعة
تجسد الشمعة العناصر الأربعة في الفلسفة الوثنية:-النار:اللهب (التحول والرغبات).-الهواء:الدخان (الاتصال بالعوالم الأخرى).-الأرض:مادة الشمعة (الثبات وتجسيد الرغبات).-الماء:دموع الشمعة (العاطفة والتطهير الداخلي).
حتى الفتيل والدخان لهما دلالات: الفتيل يمثل الاتصال بالعالم الروحي، والدخان هو الرسائل المنقولة بين العالمين.
الكيانات والشياطين المرتبطة بسحر الشموع
بحسب المراجع الميتافيزيقية، لكل شمعة كيانات أو "أرواح" خاصة بها:-أرواح النار:تُستدعى عند إشعال الشمعة.-أرواح الهواء:تظهر مع تحرك اللهب والدخان، وتؤثر على الأفكار والمشاعر.-الملائكة الحارسة (بحسب زعمهم):تُستدعى للحماية والتطهير، مع ذكر أسماء مثل ميخائيل ورافائيل.-جن النار والظلال:يُعتقد أنهم يجلبون التغييرات المادية وتحقيق الرغبات.-أرواح الأجداد والكائنات النجمية:يُقال إنها تساعد في "تنظيف الشجرة العائلية" أو "تحرير الكارما".
كل هذه المعتقدات لا أساس لها في الدين الإسلامي، بل هي من صميم الفلسفات الوثنية والشيطانية.
الخلاصة والتحذير
ما يبدو للبعض ممارسة بريئة أو وسيلة للاسترخاء قد يحمل في طياته فلسفات خطيرة تهدد العقيدة. استخدام الشموع في طقوس الطاقة، اليوغا، التأمل، والتنجيم ليس مجرد ديكور، بل هو جزء من منظومة سحرية وثنية تهدف لجذب الكيانات الروحية والشياطين، وتروج لأفكار الإلحاد الروحي والاعتماد على الكواكب بدلًا من التوكل على الله.
نصيحة لكل ممارس أو مهتم:ابحث بنفسك عن أصول هذه الممارسات بلغات أخرى، وستكتشف حجم الوثنية والفساد العقدي الذي يُروج له تحت مسميات الطاقة والوعي والتأمل.
قال تعالى:
"وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ"(البقرة: 102)
وقال النبي ﷺ:
"اجتنبوا السبع الموبقات" قيل: يا رسول الله وما هن؟ قال: "الشرك بالله والسحر..." (رواه البخاري ومسلم)
نسأل الله لنا ولكم الثبات على الحق، والحماية من كل شر، وأن يرد أبناءنا وبناتنا إليه ردًا جميلًا.
احذروا من سحر الشموع، وانشروا الوعي بين أبنائكم وبناتكم.