🔵 تأصيل : شرح تأصيلي عن شعوذة التاروت وتائبين جدد ولله الحمد في البث
في السنوات الأخيرة، انتشرت قراءة التاروت بشكل واسع في العالم العربي، خصوصًا عبر منصات التواصل الاجتماعي. كثيرون يلجأون إليها بحثًا عن الأمل أو الفضول
التاروت: بين الشعوذة والواقع – كشف أسرار مدرسة التنجيم الحديثة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت قراءة التاروت بشكل واسع في العالم العربي، خصوصًا عبر منصات التواصل الاجتماعي. كثيرون يلجأون إليها بحثًا عن الأمل أو الفضول أو حتى التسلية، دون إدراك لخلفياتها وأضرارها النفسية والدينية والاجتماعية. في هذا المقال، نكشف حقيقة التاروت، أصوله، طرق عمله، ولماذا يعد من أخطر أبواب الشعوذة والتلاعب بالعقول.
ما هو التاروت؟ وأصوله التاريخية
تتكون أوراق التاروت من رموز مثل السيوف، العصي، الكؤوس، والعملات المعدنية. ويقال إن إيطاليا كانت أول من صنع أوراق التاروت في القرن الرابع عشر، لتصبح لاحقًا مدرسة من مدارس الكهانة والتنجيم. مع مرور الوقت، تبنت منظمات سرية كالثيوصوفية تطوير هذه المدرسة، وأدخلتها في العديد من الديانات والثقافات، حتى أصبحت تُعرف كبوابة للخوارق ونهر المستقبل.
كيف يعمل التاروت؟
يؤمن ممارسو التاروت أن هذه الأوراق تعكس الحالة النفسية والعاطفية للقارئ أو "الضحية". يزعمون أن كل ورقة تحمل طاقة خاصة، وأنها تعكس تجارب الإنسان وأسرار شخصيته. مع ذلك، تم تقسيم أوراق التاروت (وعددها غالبًا 78) إلى مجموعات ترتبط بعناصر الطبيعة الأربعة: النار، الهواء، التراب، والماء، ولكل ورقة رموز وأرقام يزعمون أنها تحمل معاني عميقة في علم الكهانة والتنجيم.
لكن الحقيقة أن هذه الرموز ما هي إلا أدوات لجذب الضحايا، وإيهامهم بأن التاروت علم نفس أو علم فلك، بينما هو في الأصل ممارسة سحرية تعتمد على استحضار قوى مجهولة.
الفئات الأكثر انجذابًا للتاروت
تشير الملاحظة إلى أن النساء والشباب، خصوصًا المهتمين بالأبراج والطاقات، هم الأكثر انجذابًا لقراءة التاروت. فغالبًا ما يبحث هؤلاء عن إجابات حول المستقبل العاطفي أو المالي أو المهني، ويقعون في فخ الوهم الذي يبيعه قارئو التاروت.
التاروت يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمدارس الطاقة، مثل "توأم الروح" و"توأم الشعلة"، حيث يتم استغلال الضحية وإدخالها في حالة من الخيال المستقبلي، بعيدًا عن الواقع والقدر والإيمان.
كيف يتم التلاعب بالضحية؟
يعتمد قارئ التاروت على مجموعة من الأساليب النفسية:
- جمع المعلومات الشخصية: يطلب تاريخ الميلاد، اسم الحبيب، البرج، وغيرها من التفاصيل.
- طقوس سحرية: مثل تبخير الأوراق، إشعال الشموع، أو ترديد عبارات دينية لخداع الضحية وإيهامه بأن ما يحدث مرتبط بالله أو الملائكة.
- إيهام الضحية بالأمل: بيع الأمل بالمستقبل، أو عودة الحبيب، أو تحقيق ثروة، بينما في الحقيقة لا يتحقق شيء، وينتهي الأمر بانهيار نفسي حاد للضحية.
- تفكيك العلاقات: أحيانًا يُنصح الضحية بترك زوجها أو عائلتها بحثًا عن "توأم الروح"، مما يؤدي إلى تفكك أسر ومجتمعات.
- إدمان التاروت: يتحول الأمر مع الوقت إلى إدمان، حيث لا يستطيع الشخص اتخاذ قرار دون العودة إلى قارئ التاروت.
التاروت وعلاقته بالشعوذة والسحر
يؤكد كثير من التائبين من ممارسة التاروت أن هذه الأوراق ليست سوى وسيلة لاستحضار قوى من العالم الآخر (الجن أو الشياطين)، وأن كل ورقة لها "خادم" أو وسيط شيطاني. كما أن الرموز المرسومة على الأوراق مستمدة من مدارس السحر الأسود، مثل الكابالا اليهودية، ومنظمات سرية كالفجر الذهبي والماسونية.
الآثار النفسية والاجتماعية
- إدمان التاروت: يصبح الشخص معتمدًا عليه في كل تفاصيل حياته، ويصاب باضطرابات نفسية وقلق دائم.
- تفكك العلاقات: كثير من البيوت تهدمت بسبب نصائح قارئي التاروت.
- فقدان الإيمان بالقدر: يبدأ الشخص في إلغاء مفهوم الدعاء والرضا بقضاء الله، ويبحث عن إجابات في أماكن خاطئة.
- استغلال مادي: يدفع الضحايا مبالغ طائلة مقابل قراءات خاصة أو وعود كاذبة.
رأي الطب النفسي والدين
يؤكد الأطباء النفسيون أن التاروت وأمثاله من علوم الطاقة ليست سوى علوم زائفة، لا أساس لها في الطب أو العلم، ولا تُدرّس في الجامعات المعتبرة. كما أن الدين الإسلامي يحذر بشدة من اللجوء إلى الكهانة والعرافة، ويعتبر تصديقهم كفرًا بما أنزل على محمد ﷺ.
قصص واقعية من التائبين
شارك بعض التائبين تجاربهم المؤلمة مع التاروت، حيث دفعوا أموالًا طائلة، وعاشوا في قلق وتشتت، حتى وصل الأمر ببعضهم إلى الإدمان الكامل، وفقدان الثقة بالنفس وبالآخرين. كثير منهم أكدوا أن قارئي التاروت كانوا يرددون نفس العبارات، ويبيعون نفس الأوهام، دون أن يتحقق شيء من وعودهم.
كيف تحمي نفسك وعائلتك؟
- لا تعطِ معلوماتك الشخصية لأي شخص يدّعي معرفة الغيب.
- لا تبحث عن الأمل أو السعادة في أماكن مشبوهة.
- الجأ إلى الله بالدعاء، وارضَ بالقدر، واسعَ في الحياة بجد واجتهاد.
- استشر مختصين نفسيين أو اجتماعيين عند الحاجة، ولا تخجل من ذلك.
- احذر من تزييف الحقائق باسم الدين أو العلم.
الخلاصة
التاروت ليس علمًا ولا وسيلة لمعرفة المستقبل، بل هو باب من أبواب الشعوذة والسحر، يدمّر النفوس والعقول والعلاقات. لا يعلم الغيب إلا الله، وكل ما يفعله قارئو التاروت هو استغلال حاجة الناس للأمل أو الفضول أو الحب. احمِ نفسك وأهلك من هذه الأوهام، وكن واثقًا أن السعادة والطمأنينة لا تأتي إلا من الإيمان والعمل الصالح والرضا بقضاء الله.
قال تعالى:"قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله"(سورة النمل: 65)
مصادر إضافية
- قناة "سحر اليوغا والطاقة" – بثوث توعوية وتجارب تائبين.
- استشارات الطب النفسي المعتمدة.
- كتب ومقالات عن العلوم الزائفة والكهانة.
نصيحة أخيرة:لا تجعل حياتك رهينة لكلمات عراف أو قارئ تاروت. أنت أقوى من الوهم، وأعظم من أن يحدد مصيرك كرت أو رقم. ثق بالله، وامضِ في حياتك بثقة ورضا.