🔵 تأصيل : أسرار كتابة التوكيدات بالقلم الأحمر بممارسات الطاقة وحقيقة ما يخفونه المدربين
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين بعض المدربين في مجالات الطاقة والوعي الروحي ممارسات غريبة، من أبرزها التشديد على كتابة التوكيدات أو الأمنيات بالقلم الأ
أسرار كتابة التوكيدات بالقلم الأحمر في ممارسات الطاقة: حقيقة ما يخفيه المدربون
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين بعض المدربين في مجالات الطاقة والوعي الروحي ممارسات غريبة، من أبرزها التشديد على كتابة التوكيدات أو الأمنيات بالقلم الأحمر، أو ارتداء اللون الأحمر، أو حمل محفظة أو حقيبة حمراء. لكن ما حقيقة هذه الممارسات؟ ولماذا يُربط اللون الأحمر تحديدًا بقضايا الجذب والوفرة وتحقيق الأهداف؟ وهل لهذه الأمور جذور علمية أو دينية أم أنها تستند إلى فلسفات باطنية وثنية قديمة؟ في هذا المقال، نقدم لكم كشفًا مفصلًا لأسرار هذه الممارسات، ونوضح المخاطر الفكرية والعقدية التي قد تنطوي عليها.
لماذا اللون الأحمر في ممارسات الطاقة؟
الرمز الباطني للون الأحمر
اللون الأحمر في الفلسفات الميتافيزيقية والباطنية ليس مجرد لون عادي، بل يُعتبر رمزًا للوجود والحياة، وأيضًا رمزًا للثنائية بين الحياة والموت. في المعتقدات الروحانية الشرقية والهندوسية، يُعد الأحمر لونًا مقدسًا يرمز إلى القوة الكونية أو ما يُسمى "النار المقدسة"، ويُعتقد أنه مرتبط بما يُسمى "شاكرا الجذر" (Root Chakra)، والتي يُزعم أنها مركز الطاقة المرتبط بالبقاء والرغبة والتحول الروحي.
جذور وثنية وروحانية
يرتبط اللون الأحمر في هذه المدارس الروحانية الوثنية برموز الرغبة، والشغف، والخلق، والتغيير، والتحول الروحي. في الخيمياء القديمة، يُعتبر الأحمر رمزًا للرغبة في الخلق والتحول، ويُستخدم في طقوس يُعتقد أنها تُمكّن الإنسان من "خلق أقداره" أو تحقيق الثروات عبر ما يُسمى "قانون الجذب". كما يُعتبر الأحمر رمزًا للدم، الذي يُعد رابطًا مقدسًا بين الإنسان وبين "الكون" أو "المصدر" في هذه الفلسفات.
ارتباطه بالآلهة والكواكب
في الهندوسية والبوذية، يُعتبر الأحمر لونًا مفضلًا للآلهة، ويُعتقد أن ارتداءه أو استخدامه في الطقوس يجذب "القدرة الإلهية" لتلك الآلهة. كما يُربط اللون الأحمر بكوكب زحل في بعض المعتقدات، ويُقال إن تفعيله في الممارسات الروحانية يستدعي "خدام" أو "كيانات" مرتبطة بهذا الكوكب.
كيف يتم استغلال اللون الأحمر في ممارسات الطاقة؟
خدعة تحفيز العقل الباطن
يدّعي المدربون أن كتابة التوكيدات بالقلم الأحمر أو استخدام اللون الأحمر عمومًا يُحفّز العقل الباطن ويزيد من قوة الجذب وتحقيق الأمنيات. كما يُقال إنه يثير الحواس ويجذب الانتباه ويعزز "قوة الإرادة" لتحقيق الأهداف. لكن السؤال: هل العقل الباطن هو الذي يرزق الإنسان ويحقق له أمنياته؟ وهل هذه الممارسات فعلاً تحقق شيئًا خارج إطار الإيحاء الذاتي؟
تفعيل النية واستدعاء الكيانات
تؤكد الفلسفات الباطنية أن استخدام اللون الأحمر في الطقوس الروحانية هو أداة لتفعيل "النية"، وأنه يُعد بمثابة "قربان" أو "عهد" مع كيانات غير مرئية، يُزعم أنها تساعد في تحقيق الأهداف. يُطلقون على اللون الأحمر مسميات مثل "الحبر الطاقي الخفي"، ويعتقدون أن كتابته تفتح بوابات للطاقة وتجذب "المرشدين الروحيين" أو "الشياطين"، بحسب التوصيف الديني.
ارتباطه بالسحر والخيمياء
في الخيمياء القديمة، يُعرف اللون الأحمر باسم "الأحمر العظيم" أو "ريبو"، ويُعتقد أن استخدامه في الكتابة أو الرسم الطاقي هو طقس كيميائي سحري يساعد في تحويل النوايا إلى حقيقة، عبر استدعاء كيانات أو قوى كونية.
مخاطر هذه الممارسات
تغييب الإيمان بالله
من أخطر ما في هذه الممارسات أنها تروج لفكرة أن "الكون" هو الذي يرزق ويحقق الأمنيات، وليس الله سبحانه وتعالى. يتم تدريجيًا إبعاد الإنسان عن ربه، ليصبح متعلقًا بقوى وهمية أو كيانات روحية يُزعم أنها تحقق له ما يريد، في مخالفة صريحة للعقيدة الإسلامية.
عهود وقرابين خفية
كتابة التوكيدات بالقلم الأحمر أو ممارسة الطقوس المرتبطة به تُعد في الفلسفات الباطنية بمثابة "عهد روحي" أو "قربان" يُقدّم للكيانات أو الشياطين، ويُعتقد أنه يربط الإنسان بعوالم طاقية أو شيطانية من خلال ما يُسمى "الحقل الطاقي" أو "الخط الزمني".
استدعاء كيانات غير مرئية
يُقال في هذه الفلسفات أن استخدام اللون الأحمر مع النية والممارسة الروحانية يستدعي "حراس الطاقة البدائية" أو "الطاقات النشطة الخفية"، وهي كيانات لا يعرف حقيقتها إلا الله، وقد يكون في ذلك خطر عظيم على الإنسان في دينه ونفسه.
الخلاصة: حقيقة فلسفة اللون الأحمر في ممارسات الطاقة
- اللون الأحمر في الحياة العادية ليس محرمًا، بل هو لون جميل وله استخدامات كثيرة في الطبيعة والحياة اليومية.
- خطر اللون الأحمر يكمن في ربطه بممارسات طقسية باطنية، حيث يتحول إلى رمز سحري أو شيطاني يُستخدم لاستدعاء قوى وكيانات روحية عبر عهود وقربان خفي.
- هذه الممارسات لا تستند إلى علم حقيقي، بل هي خليط من الخرافات والأساطير والفلسفات الوثنية القديمة التي تم ترويجها تحت مسميات الطاقة والوعي.
- الإيمان بأن الكون أو الكيانات الروحية تحقق الأهداف هو شرك بالله، ويجب الحذر من الانجرار وراء هذه الأفكار التي تُبعد الإنسان عن ربه وتوقعه في الشرك والكفر.
نصيحة للباحثين عن التنمية الذاتية
إذا كنت تسعى لتحقيق أهدافك وتطوير ذاتك، فاعتمد على الوسائل المشروعة علميًا وشرعيًا، وابتعد عن الممارسات الغامضة التي لا أصل لها في الدين أو العلم. تذكر أن الله سبحانه وتعالى هو الرزاق، وهو وحده القادر على تحقيق الأماني وتغيير الأقدار، وليس الكون أو الألوان أو الطقوس الغامضة.
كلمة أخيرة
انتبهوا يا شباب ويا بنات من الوقوع في فخ هذه الممارسات، ولا تنخدعوا بالمظاهر أو الكلمات الرنانة مثل "الطاقة" و"الوعي" و"الجذب". فالحقيقة أن كثيرًا من هذه الفلسفات ما هي إلا وسائل لإبعاد الإنسان عن فطرته السليمة وعن خالقه، وربطه بعوالم الغيب والشياطين تحت ستار التنمية الذاتية.
ملحوظة:ما ورد في هذا المقال هو كشف لحقيقة فلسفات اللون الأحمر في ممارسات الطاقة، وليس دعوة لتصديقها أو ممارستها. الهدف هو التوعية والتحذير من الانزلاق في مسارات خطيرة على العقيدة والفكر.