🔵 تأصيل : طاقة الرسم في الميتافيزيقيا وشعوذتها في ممارسات الوعي والطاقة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والمهتمين بمجالات الوعي والطاقة مفاهيم وممارسات جديدة، من أبرزها ما يُسمى بـ"طاقة الرسم". هذه الممارسة تُقدَّم غ
طاقة الرسم في الميتافيزيقيا: بين الجذور الفلسفية والمخاطر الخفية
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت بين الشباب والمهتمين بمجالات الوعي والطاقة مفاهيم وممارسات جديدة، من أبرزها ما يُسمى بـ"طاقة الرسم". هذه الممارسة تُقدَّم غالباً على أنها وسيلة للتعبير عن الذات، وتحرير المشاعر، وتحقيق التوازن النفسي والروحي. لكن خلف هذا المظهر البريء، تكمن جذور فلسفية عميقة ومخاطر عقدية ونفسية خطيرة، خاصة حين ترتبط بمفاهيم الميتافيزيقيا والخيمياء والممارسات الوثنية القديمة.
في هذا المقال، سنستعرض بشكل علمي وموضوعي حقيقة طاقة الرسم كما تُطرح في مدارس الوعي والطاقة، ونكشف عن أصولها، ومخاطرها، وكيفية استدراج الممارسين لها، مع توضيح الرؤية الإسلامية تجاه هذه الممارسات.
ما هي "طاقة الرسم"؟
يُروَّج لطاقة الرسم في مدارس الميتافيزيقيا والوعي على أنها وسيلة قوية للتعبير عن الطاقات الداخلية، وفهم المشاعر، وبرمجة الأفكار، وإعادة التوازن النفسي والروحي. ويُقال إن الرسم ليس مجرد فن، بل أداة لتحرير الطاقات العالقة، وتنظيف الشاكرات، وتحفيز الإبداع والحدس، وحتى التواصل مع "اللاوعي" و"الطاقات العليا للكون".
كيف يُمارَس الرسم الطاقي؟
- الرسم التجريدي أو العشوائي: يُشجَّع الممارسون على رسم خطوط وأشكال وألوان دون هدف فني، بل بنية "تفريغ الطاقات" أو "استقبال الإلهام".
- رسم الماندالا: تُستخدم أشكال هندسية معقدة (غالباً ذات أصول هندوسية أو وثنية) يُقال إنها تفتح بوابات للطاقة أو توازن الشاكرات.
- تلوين الكراسات الجاهزة: حتى الأطفال يُشجَّعون على تلوين أشكال الماندالا، بحجة تهدئة النفس وتحقيق السلام الداخلي.
- التركيز على الألوان: يُقال إن لكل لون ذبذبة وتردد يؤثر على الشاكرة أو الحالة النفسية.
الجذور الفلسفية والوثنية لطاقة الرسم
هذه الممارسات ليست جديدة، بل لها جذور عميقة في الفلسفات الشرقية والوثنية القديمة مثل الخيمياء، والهندوسية، والهرمسية، حيث كان الرسم والرموز والألوان تُستخدم كوسائل للتواصل مع "العوالم الأخرى" أو "الكيانات الروحية".
الرموز الهندسية المقدسة
يُشجَّع الممارسون على رسم أشكال مثل مكعب مترون، زهرة الحياة، المثلثات، الدوائر، وغيرها من "الرموز الهندسية المقدسة". ويُقال إن هذه ليست مجرد أشكال بل "مفاتيح طاقية" لفتح بوابات نحو كيانات واعية أو عوالم غير مرئية.
التوقيع الطاقي
يُطلب من الممارس أحياناً إضافة "توقيع طاقي" خاص به على الرسمة (اسم، نقطة، رقم، أو رمز) لتفعيل ذبذبات الرسم وإرسالها للكون.
سجلات الأكاشا
من أخطر المفاهيم المرتبطة بطاقة الرسم هو ما يُسمى "سجلات الأكاشا" (Akashic Records)، وهي فكرة وثنية عن مكتبة كونية تحوي كل معلومات الأرواح والأقدار والماضي والمستقبل. يُقال إن الرسم الحدسي (Intuitive Drawing) يتيح للممارس استقبال رسائل أو رموز من هذه السجلات، بل وحتى استرجاع ذكريات "حيوات سابقة" (عقيدة التناسخ).
كيف يتم استدراج الممارسين؟
تعتمد مدارس الطاقة على عدة أساليب نفسية واجتماعية لاستدراج الممارسين، منها:
- إثارة الفضول: يُروَّج للرسم الطاقي كسر لا يعرفه إلا القليل، ويُقال إنه وسيلة لاكتشاف الذات العميقة.
- التحفيز العاطفي: يُقال إن الرسم يحرر المشاعر ويحقق التوازن ويزيد الإبداع.
- خلق بيئة طاقية: استخدام موسيقى بترددات خاصة، إضاءة خافتة، وتمارين تنفس لخفض مقاومة العقل الواعي.
- التلاعب بالمعاني: إعطاء تفسيرات غامضة للرسومات، وإيهام الممارس بأنه بدأ يتصل بحضارات أو كيانات قديمة أو نجومية.
- التكرار والبرمجة: يُشجَّع الممارس على تكرار رسم الرموز أو الأشكال، مما يعمق الارتباط النفسي والطاقي بها.
المخاطر النفسية والعقدية لطاقة الرسم
1.فتح بوابات روحية خطيرة
يعتقد المروجون أن بعض الرسومات والرموز تعمل كـ"مفاتيح" لفتح قنوات اتصال مع كيانات غير مرئية (شياطين أو أرواح)، وأن تكرار رسمها أو التأمل فيها يُسهّل هذا الاتصال.
2.برمجة العقل و"تغيير المعتقدات"
يُقال صراحة إن طاقة الرسم قادرة على إعادة برمجة المعتقدات المقيدة في العقل الباطن، بل وحتى تغيير القيم الدينية والأخلاقية، واستبدالها بأفكار جديدة.
3.الاستنزاف الطاقي والاضطرابات النفسية
كثير من الممارسين يلاحظون بعد فترة من ممارسة الرسم الطاقي ظهور أعراض مثل:- أفكار غريبة وغير مألوفة.- تقلبات مزاجية حادة.- اكتئاب وقلق غير مبرر.- رؤية ظلال أو أشكال غريبة.- فقدان التركيز والشعور بالانفصال عن الواقع.- كوابيس أو أحلام متكررة برموز وأشكال غامضة.
4.الارتباط بالمدرب أو المجموعة
من خلال ما يُسمى "الروابط الطاقية"، قد يشعر الممارس بتأثير المدرب على أفكاره ومشاعره وحتى أحلامه، نتيجة ترددات شيطانية مشتركة.
5.الوقوع في الشرك والسحر
من المنظور الإسلامي، كثير من هذه الممارسات تدخل في باب الشرك والسحر، خاصة حين تتضمن استعانة بكيانات غير مرئية، أو اعتقاد بقدرة الإنسان على تغيير الأقدار خارج مشيئة الله، أو الإيمان بحيوات سابقة وسجلات كونية.
كيف تحمي نفسك وأبناءك؟
- الوعي بالمخاطر: لا تنخدع بالمصطلحات الجذابة مثل "تحرير المشاعر" أو "التوازن الطاقي". افهم الجذور الفلسفية والعقدية وراء هذه الممارسات.
- مراجعة المصادر: ابحث عن أصل كل ممارسة، ولا تكتفِ بالتفسيرات السطحية.
- الرجوع للعلماء والمتخصصين: استشر أهل العلم في الشبهات العقدية، ولا تتبع أي ممارسة دون معرفة حكمها الشرعي.
- الابتعاد عن الكراسات والرسومات المشبوهة: خاصة تلك التي تحتوي على رموز هندسية أو أشكال الماندالا.
- تعزيز الحصانة الدينية: بالذكر والقرآن والصلاة، وتحصين البيوت من كل ما يُدخل الشياطين.
- التوبة والعودة لله: لمن وقع في هذه الممارسات، باب التوبة مفتوح، مع ضرورة التخلص من كل الأدوات والرموز المتعلقة بها.
الخلاصة
الرسم الطاقي ليس مجرد نشاط فني بريء، بل هو ممارسة ذات جذور وثنية وفلسفية عميقة تحمل مخاطر نفسية وعقدية جسيمة. قد يبدأ الأمر بفضول أو بحث عن التوازن النفسي، لكنه قد ينتهي بفتح بوابات روحية خطيرة، وتغيير المعتقدات، والوقوع في الشرك والسحر دون وعي.
احمِ نفسك وأبناءك بالعلم والوعي، ولا تتردد في طلب النصيحة من أهل الاختصاص. تذكّر أن دينك وهويتك أغلى ما تملك، وأن كل ما يخالف العقيدة الصحيحة لا يحمل لك خيراً مهما زُيّن بألفاظ براقة.
ملاحظة:إذا كان لديك تجربة أو تساؤل حول هذه الممارسات، تواصل مع العلماء أو المختصين الموثوقين، ولا تتردد في البحث والتحقق قبل خوض أي تجربة جديدة.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.