🔵 تأصيل : زوزو عن حقيقة بوابة 11/11
في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العربية مفاهيم جديدة تتعلق بما يسمى بـ"بوابة 11/11" أو "البوابة الطاقية"، خاصة بين المهتمين بما يعرف بـ"علوم ا
حقيقة بوابة 11/11: بين الخرافة والحقيقة
مقدمة
في السنوات الأخيرة، انتشرت في مجتمعاتنا العربية مفاهيم جديدة تتعلق بما يسمى بـ"بوابة 11/11" أو "البوابة الطاقية"، خاصة بين المهتمين بما يعرف بـ"علوم الطاقة" والروحانيات الحديثة. يروج لهذه الأفكار مدربون وناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويزعمون أن يوم 11 نوفمبر (11/11) يحمل طاقة استثنائية يمكن الاستفادة منها لتحقيق الأمنيات، الشفاء، والتواصل مع العوالم الروحية. فما حقيقة هذه المزاعم؟ وما مدى علاقتها بديننا وقيمنا؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.
ما هي بوابة 11/11 حسب دعاة الطاقة؟
يعتبر شهر نوفمبر، بحسب أنصار الطاقة، شهراً مميزاً بسبب حمله للرقم 11، والذي يحمل في علم الأرقام ترددات خاصة. ويزعم هؤلاء أن الرقم 11 يرتبط بالصحوة الروحية، والبدايات الجديدة، والقدرة على التواصل مع العوالم العليا. ويؤكدون أن يوم 11 نوفمبر (11/11) هو يوم ذو طاقة عالية، يُسمى "بوابة طاقية"، حيث يُقال إنه فرصة لتجديد النوايا وتحقيق الأمنيات، وأنه يوم مناسب للتأملات الروحية، وتنظيف الشاكرات، وكتابة التوكيدات، بل وحتى التواصل مع الأرواح.
الفئات المستهدفة
بحسب هذه المزاعم، فإن بوابة 11/11 تؤثر بشكل خاص على ثلاث فئات:-عمال النور: يقال إن طاقتهم التعاطفية تزداد في هذا اليوم، ويشعرون بحاجة أكبر لمساعدة الآخرين.-توأم الشعلة: يُزعم أن اليوم فرصة لاجتماع توائم الشعلة الحقيقيين.-بذور النجوم: يُقال إنهم يتمكنون من زيادة طاقة الكونداليني وفتح العين الثالثة، واكتشاف هدفهم الروحي.
الطقوس والممارسات المرتبطة ببوابة 11/11
يروج المدربون لجملة من الطقوس التي يُطلب من المتابعين القيام بها في هذا اليوم، منها:
- تأملات خاصة: يُطلب من الأفراد القيام بتأملات لتنظيف الشاكرات والتخلص من الطاقات السلبية.
- كتابة التوكيدات: تُكتب توكيدات إيجابية 11 مرة خلال 11 دقيقة، في الساعة 11 صباحاً أو مساءً، مع التركيز على الأمنيات والتطلعات الشخصية.
- طقوس التواصل مع الأرواح: يُروج لتمارين خاصة للتواصل مع المتوفين، باستخدام صورهم وأداء طقوس معينة، ويُقال إن المتوفي سيزورك في المنام.
- حرق الورق: بعد كتابة التوكيدات، يُنصح بحرق الورق "لتحرير الطاقة".
كل هذه الطقوس يُقال إنها تساعد على "فتح البوابة الطاقية" وجذب الطاقات الإيجابية وتحقيق الأمنيات.
نقد علمي وديني لمزاعم بوابة 11/11
1.غياب الأساس الديني
كل هذه المفاهيم والطقوس لا أصل لها في تعاليم الإسلام ولا في القرآن أو السنة. لم يرد في ديننا الحنيف أي ذكر لأيام ذات طاقة خاصة مرتبطة بأرقام معينة، ولا لطقوس مثل التأملات أو كتابة التوكيدات أو التواصل مع الأرواح بهذه الطريقة.
2.تشابه مع طقوس غير إسلامية
عند تحليل هذه الممارسات، نجد أنها مستوحاة من فلسفات غنوصية، هندوسية، ويهودية قديمة، مثل مفهوم الشاكرات والسيفيروت (شجرة الحياة اليهودية)، وهي مفاهيم لا تمت للإسلام بصلة.
3.استبدال المفاهيم الدينية
يلاحظ أن دعاة هذه الطقوس يحاولون استبدال المفاهيم الدينية بمفاهيمهم الخاصة، فبدلاً من قراءة القرآن والذكر والدعاء، يدعون إلى التأملات و"سؤال الكون" و"استقبال الطاقات". وبدلاً من ليلة القدر، يُروج ليوم 11/11 كيوم مقدس جديد!
4.خطر الانزلاق نحو الإلحاد
الهدف النهائي لهذه الممارسات، كما يظهر من خطابهم، هو سحب الإنسان من الاعتماد على الله إلى الاعتماد على نفسه وقواه "الكونية"، مما قد يؤدي إلى الانزلاق نحو الإلحاد أو معتقدات وحدة الوجود، حيث يُصور الإنسان كإله في ذاته.
الجانب المظلم: قرابين وأفكار خطيرة
من المعلومات الخطيرة التي تم ذكرها، أن بعض الجماعات الروحانية في الغرب تقدم قرابين في هذا اليوم، وأحياناً قرابين بشرية (دم الأطفال) لفتح البوابة، بحسب معتقداتهم الشيطانية. كما يُقال إن الأنبياء سافروا عبر الزمن عبر هذه البوابات، وهي مزاعم لا تستند لأي دليل علمي أو ديني.
لماذا الرقم 11 تحديداً؟
يرتبط الرقم 11 في هذه الفلسفات بترددات معينة في علم الأرقام، ويُقال إنه رقم "بوابة" بين العوالم. لكن في الحقيقة، كل هذه الأفكار مستوردة من فلسفات باطنية قديمة، ولا علاقة لها بالعلم أو الدين.
انتشار الظاهرة وخطورتها
للأسف، أصبحت دورات الطاقة وطقوسها منتشرة بشكل كبير في المجتمعات العربية، حتى أن البعض يتفاخر بممارستها علناً. ويكمن الخطر في أن هذه الممارسات تسحب الناس بعيداً عن الفطرة والدين، وتفتح الباب أمام الشعوذة والإلحاد، بل وتمهد لظهور أفكار خطيرة مثل المسيح الدجال.
الخلاصة
بوابة 11/11 وكل ما يرتبط بها من طقوس وممارسات ليست سوى خرافة حديثة، لا أصل لها في الدين ولا في العلم. هي جزء من موجة الشعوذة الجديدة التي تتزين بأسماء براقة لجذب الناس، لكنها في حقيقتها تضر الفرد والمجتمع، وتبعد الإنسان عن ربه وعن قيمه الحقيقية.
نصيحة:احذروا الانجرار وراء هذه الخرافات، وعودوا إلى كتاب الله وسنة رسوله، ففيهما السكينة والطمأنينة والنجاة في الدنيا والآخرة.
أسئلة شائعة
س: هل هناك ما يسمى بطاقة 11/11 في الإسلام؟ج: لا يوجد في الإسلام أي ذكر لطاقات أو بوابات مرتبطة بالأرقام أو التواريخ، وكل ما يروج له في هذا السياق هو من الخرافات.
س: ما حكم ممارسة التأملات وطقوس الطاقة؟ج: إذا كانت هذه التأملات مرتبطة بمعتقدات غير إسلامية أو طقوس شركية، فهي محرمة شرعاً.
س: كيف أتعامل مع من يروج لهذه الأفكار؟ج: بالحكمة والموعظة الحسنة، وبيان الحق بالدليل، مع التحذير من خطورة هذه الممارسات على العقيدة.
المصادر
- القرآن الكريم والسنة النبوية
- كتب نقد علوم الطاقة والشعوذة
- أبحاث علمية حول علم النفس والطاقة
شارك المقال مع من تحب، وساهم في نشر الوعي!