🔵 أعطيته مجال ليكذب ثم يكذب ، لا تصدقوا بعالم النت كل ما يقال ويحكى من تخصصات كاذبة او شبهات
في عصر الإنترنت وتعدد مصادر المعلومات، أصبح من السهل أن نصادف أشخاصًا يدّعون امتلاكهم للعلم أو التخصص في مجالات معينة، سواء في الطب أو الطاقة أو غيرها
لا تصدق كل ما يُقال على الإنترنت: دروس من حوار حول الشهادات والتخصصات الزائفة
في عصر الإنترنت وتعدد مصادر المعلومات، أصبح من السهل أن نصادف أشخاصًا يدّعون امتلاكهم للعلم أو التخصص في مجالات معينة، سواء في الطب أو الطاقة أو غيرها. لكن هل كل ما نسمعه ونقرأه صحيح؟ وهل كل من يقدم نفسه كخبير أو "دكتور" هو بالفعل كذلك؟ في هذا المقال، سنستعرض حوارًا دار في قناة "سحر اليوغا والطاقة"، ونستخلص منه دروسًا مهمة حول ضرورة التحقق من مصادر المعرفة وعدم تصديق كل ما يُقال في عالم الإنترنت.
بداية النقاش: الشاكرات والمقامات السبعة
بدأ الحوار بسؤال حول "السبعة العظماء" أو "خريطة الشاكرات الروحية"، وهو موضوع شائع في بعض مدارس الطاقة والروحانيات. طرح أحد المشاركين نفسه كخبير في هذا المجال، مدعيًا أنه درس علم "الإيدولوجي" وله مؤلفات عديدة، بل وادعى أنه دكتور في مجاله.
مراحل نمو الإنسان... بين العلم والخرافة
أشار هذا الشخص إلى أن الإنسان يمر بسبع مراحل فيزيولوجية، تتغير كل سبع سنوات، وادعى أن هذه المراحل مرتبطة بمقامات الجسد وليس بالروح. كما ربط بين عناصر الخلق الأربعة (الماء، الهواء، التراب، النار) وبين تكوين الإنسان، مستشهدًا بمفاهيم قديمة وغير مثبتة علميًا.
التدقيق العلمي: مواجهة الادعاءات
دخلت دكتورة متخصصة في طب الأطفال والغدد الصماء الحوار، وسألت المتحدث عن خلفيته العلمية، وعن الجامعة التي تخرج منها وتخصصه الدقيق. سرعان ما ظهرت التناقضات في إجاباته، فتارة يقول إنه تخرج من جامعة دمشق، وتارة من "البورد الأوروبي"، وأحيانًا يدعي دراسة الكيمياء وأحيانًا الطب البشري.
اختبار المعلومات الطبية
سألت الدكتورة عن هرمون الأوكسيتوسين، مصدره ووظيفته في الجسم. أجاب المتحدث بإجابات خاطئة وغير دقيقة، وخلط بين وظائف الهرمونات والناقلات العصبية، بل وادعى وجود "عضلة طولية" في القلب لا وجود لها في التشريح الطبي المعروف.
عندما طُلب منه تقديم مصادر علمية أو مراجع تثبت كلامه، تهرب من الإجابة وادعى أن معلوماته "خبرة حياة" لا تُكتب في الكتب.
أهمية التحقق من مصادر المعلومات
هذا الحوار يكشف لنا بوضوح كيف يمكن لأي شخص أن يدعي العلم أو التخصص، مستخدمًا مصطلحات علمية بشكل خاطئ، أو خلط الخرافة بالحقائق العلمية. ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من السهل أن تنتشر هذه المعلومات المضللة، خاصة إذا كان المتلقي لا يمتلك خلفية علمية قوية أو لا يتحقق من صحة ما يسمع.
نصائح للتمييز بين العلم والخرافة
- اسأل عن المؤهلات الحقيقية:لا تتردد في سؤال أي شخص يدعي التخصص عن الجامعة التي تخرج منها، وتخصصه الدقيق، وهل لديه شهادات معترف بها.
- اطلب مصادر موثوقة:المعلومة العلمية يجب أن تكون مدعومة بمراجع أو أبحاث منشورة في مجلات علمية معترف بها.
- انتبه للخلط بين المصطلحات:كثير من مدعي العلم يخلطون بين المصطلحات الطبية أو العلمية لإيهام المستمعين بعمق معرفتهم.
- لا تكن أرضًا خصبة للشبهات:لا تصدق كل ما يُقال لك لمجرد أن المتحدث يستخدم لغة واثقة أو يدعي شهادات عليا.
- اعرض المعلومات على مصادر التلقي الموثوقة:القرآن الكريم، السنة النبوية بفهم السلف الصالح، العلم التجريبي، العقل الواعي، والفطرة السليمة.
كيف نحمي أنفسنا من المعلومات المضللة؟
من الضروري أن يكون لدينا "جدار ناري" فكري، نعرض عليه كل ما نسمعه أو نقرأه، فلا نقبل أي معلومة إلا بعد التحقق من صحتها. يجب أن نتعلم كيف نميز بين العلم الحقيقي والخرافة، بين التخصص الحقيقي والتخصص الزائف، وأن نربي أبناءنا على التفكير النقدي وعدم تصديق كل ما يُعرض عليهم في الإنترنت أو وسائل الإعلام.
الخلاصة
الإنترنت مليء بالمعلومات، بعضها صحيح وكثير منها غير دقيق أو حتى مضلل. لا يكفي أن يقول شخص ما "أنا دكتور" حتى نثق بكلامه. علينا جميعًا أن نتحلى بالوعي، ونبحث عن المصادر الموثوقة، ونسأل أهل الاختصاص الحقيقيين، حتى لا نقع ضحية للشبهات أو الخرافات المنتشرة في عالم الإنترنت.
تذكر دائمًا:العلم أمانة، ونقل المعلومة مسؤولية. فكن واعيًا، متسائلًا، ولا تتوقف عن التعلم من المصادر الصحيحة.