🔵 أي سؤال بالطاقة تجد جوابه هنا مع الدكتور يوسف مسلم إستشاري السلوكي المعرفي

بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة في عصر تزداد فيه التساؤلات حول علوم الطاقة والتنمية البشرية وارتباطها بعلم النفس، تبرز الحاجة إلى نقاش علمي وموضوع

س
سحر اليوقا و الطاقة
يونيو 11,2025
6 دقائق
0

أي سؤال بالطاقة تجد جوابه هنا مع الدكتور يوسف مسلم – استشاري السلوكي المعرفي

بقلم: فريق قناة سحر اليوغا والطاقة

مقدمة

في عصر تزداد فيه التساؤلات حول علوم الطاقة والتنمية البشرية وارتباطها بعلم النفس، تبرز الحاجة إلى نقاش علمي وموضوعي يوضح الفروق بين المفاهيم العلمية الحقيقية وبين ما يُروَّج له من أفكار وممارسات قد تحمل في طياتها مخاطر نفسية واجتماعية. في هذا المقال، نستعرض أبرز محاور اللقاء مع الدكتور يوسف مسلم، استشاري العلاج السلوكي المعرفي، الذي ناقش بتفصيل وعمق أهم الأسئلة حول مدارس الطاقة والتنمية البشرية، وبيّن الفروق الجوهرية بينها وبين علم النفس الحديث.

1.الطفل الداخلي: بين علم النفس والفلسفات الباطنية

يُعد مفهوم "الطفل الداخلي" من أكثر المفاهيم تداولاً في مدارس الطاقة والتنمية الذاتية. لكن هل لهذا المفهوم أصل علمي في علم النفس؟

  • في علم النفس:يشير الطفل الداخلي إلى الخبرات المبكرة التي يمر بها الإنسان في طفولته، والتي قد تترك أثراً على شخصيته وسلوكياته لاحقاً. علماء النفس مثل فرويد ركزوا على أهمية السنوات الخمس الأولى في تشكيل شخصية الفرد، وأكدوا أن معظم الناس يتعافون بشكل طبيعي من صدمات الطفولة، ولا يشترط أن تؤدي كل تجربة سلبية إلى اضطراب نفسي دائم.
  • في الفلسفات الباطنية:يُربط الطفل الداخلي بمعتقدات تناسخ الأرواح والكَارما، حيث يُعتقد أن الروح تحمل خبرات وأخطاء الأسلاف، وأن على الإنسان التحرر منها عبر طقوس روحية أو علاجات طاقية. هذه المفاهيم لا أساس لها في علم النفس الحديث، بل تنتمي إلى عقائد روحية وفلسفية دخيلة.

2.السبل والتأثيرات الصوتية: حقيقة أم خرافة؟

انتشرت في بعض مدارس الطاقة ممارسات تعتمد على ترددات صوتية أو مرئية يُزعم أنها تؤثر على اللاوعي وتعيد برمجة العقل.

  • الدليل العلمي:التجارب العلمية أثبتت أن بعض الترددات الصوتية قد تسبب شعوراً بعدم الراحة أو القلق، لكنها لا تملك القدرة على "برمجة" الإنسان أو تغيير قناعاته بشكل سحري. ما يُروج له في بعض الدورات هو تضخيم لأثر هذه الترددات، وغالباً ما يُستخدم لإقناع الناس بوجود قوى خفية أو قدرات خارقة.

3.التوكيدات: ما الفرق بين علم النفس والطاقة؟

  • في علم النفس:التوكيدات هي جمل تحفيزية يستخدمها الفرد لدعم ثقته بنفسه وتشجيع ذاته على السعي والعمل، مثل: "سأحاول وأبذل جهدي". وهي وسيلة لتحفيز السلوك الإيجابي، لكنها لا تضمن النتائج دون عمل حقيقي.
  • في مدارس الطاقة:التوكيدات تُستخدم كأداة لجذب الواقع أو تغيير القدر، ويُقال إن تكرارها يجلب ما يريده الإنسان من الكون مباشرة. هذا المفهوم يتعارض مع مبادئ علم النفس، ويدخل في إطار الخرافة والتعلق بالأوهام.

4.العزلة وأثرها النفسي

العزلة الطويلة، خاصة عند الانشغال بالأفكار الطاقية أو العزلة عن المجتمع، تؤدي إلى:

  • ضعف مهارات التواصل الاجتماعي.
  • زيادة القلق والاكتئاب، خاصة لدى من لديهم استعداد وراثي.
  • الانغماس في الأوهام والأفكار غير الواقعية، مما يصعب العودة للحياة الطبيعية.

5.صدمات الحمل والطفولة: بين الحقيقة والاستغلال

يستغل بعض مدربي الطاقة مفهوم "صدمات الحمل والطفولة" لإقناع الأفراد بأن مشكلاتهم سببها آباؤهم أو أمهاتهم، بل ويصل الأمر إلى زرع الكراهية في النفوس تجاه الأهل. بينما في علم النفس، يتم التعامل مع الصدمات بشكل موضوعي وعلمي، دون تحميل الأهل كل المسؤولية أو فتح جراح الماضي بلا داعٍ.

6.التحرر وتنظيف الصدمات: حقيقة أم استنزاف مالي؟

تروج بعض الدورات لفكرة أن الإنسان يحتاج إلى جلسات متكررة لـ"تنظيف الصدمات" أو "تحرير الذات"، وغالباً ما تستمر هذه الجلسات لسنوات دون نتائج ملموسة. علم النفس يؤكد أن معظم الناس يتعافون طبيعياً من الصدمات، وأن العلاج النفسي الحقيقي يهدف إلى تقليل الألم النفسي، وليس اجترار الذكريات أو تعميق الجروح.

7.قوانين الطاقة: الانعكاس، الاستحقاق، الجذب

  • قانون الانعكاس:يُروج له بأن كل ما يحدث في حياتك هو انعكاس لما في داخلك من أفكار أو نوايا. علم النفس يرى أن النتائج ترتبط بالسلوك والعمل، وليس بمجرد التفكير أو النية.
  • قانون الاستحقاق:يُقال إنك تستحق كل ما تتمنى، وأن الكون سيستجيب لرغباتك. هذا المفهوم يتجاهل القدر والعمل والاجتهاد، ويزرع الإحباط عند عدم تحقق الأمنيات.
  • قانون الجذب:يقوم على فكرة أن التفكير الإيجابي يجذب الأحداث الإيجابية، وهو مفهوم غير مثبت علمياً ويؤدي إلى تحميل الفرد مسؤولية كل ما يحدث له، حتى الكوارث.

8.الرموز والأرقام المتكررة: بين الوهم والحقيقة

انتشرت بين الشباب والفتيات موضة ارتداء رموز شرقية أو ملاحظة تكرار أرقام معينة، ويُقال إنها رسائل كونية أو ملائكية. علم النفس يفسر هذه الظواهر على أنها تركيز انتقائي أو بحث عن معنى في الصدفة، وليس لها أي دلالة روحية أو طاقية.

9.الأسقاط النجمي وتجارب الاقتراب من الموت

  • الأسقاط النجمي:يُروج له على أنه خروج الروح من الجسد والسفر إلى عوالم أخرى بإرادة الشخص. علمياً، هذه الحالات تفسر على أنها اضطرابات في الإدراك أو حالات ضغط نفسي شديد، وليست أدلة على وجود عوالم موازية أو قدرات خارقة.
  • تجارب الاقتراب من الموت:هي تجارب عصبية ونفسية معروفة، تحدث نتيجة ظروف طبية أو حوادث، ولا علاقة لها بممارسات الطاقة.

10.البرمجة اللغوية العصبية والتنمية البشرية: بين العلم والدجل

  • البرمجة اللغوية العصبية (NLP):نشأت كحركة ضمن التنمية البشرية، وتدعي القدرة على تغيير السلوكيات والأفكار من خلال تقنيات معينة. معظم هذه الادعاءات غير مثبتة علمياً، وكثير من رموزها اعتمدوا على مبالغات وتسويق أكثر من العلم.
  • التنمية البشرية:رغم وجود بعض الفوائد في تحفيز الأفراد، إلا أن الكثير من الدورات تخلط بين التحفيز الحقيقي والوهم، وتروج لفكرة الاعتماد على النفس فقط دون الاستعانة بالله أو العمل الجاد.

11.تقنيات حديثة: كورسات الاتزان العاطفي، تصنيف الشعور، EFT، TFT

ظهرت موجات جديدة من الدورات التي تدعي معالجة المشاعر والصدمات من خلال تقنيات مثل "الربت" أو "التصنيف الشعوري". معظم هذه الطرق تفتقر للدليل العلمي، وغالباً ما تُستخدم كوسيلة تجارية لاستنزاف المال.

12.سلم هاوكينز ومستويات الوعي

سلم هاوكينز هو نموذج يزعم وجود درجات للوعي يمكن للإنسان تسلقها للوصول إلى الوعي الكوني الأعلى. هذه الأفكار تندرج ضمن الفلسفات الباطنية، ولا تستند إلى أي أساس علمي أو نفسي.

13.تحليل الشخصيات: علم أم دجل؟

انتشرت ظاهرة تحليل الشخصيات عبر الصوت أو الخط أو الألوان أو حتى الرسائل على وسائل التواصل. علم النفس يعتمد على اختبارات علمية معقدة لتحليل الشخصية، ولا يمكن لأي شخص أن يحلل شخصية إنسان من كلمة أو توقيع أو لون مفضل.

14.العلاج بالفن والرسم

العلاج بالفن قد يساعد في التعبير عن المشاعر، خاصة لدى الأطفال، لكنه لا يحمل أي بعد روحي أو طاقي كما يُروج له في بعض الدورات. الهدف منه هو تشتيت التركيز عن المشكلات النفسية، وليس تحقيق "تطور روحي".

15.التنويم الإيحائي والتأمل والتنفس

  • التنويم الإيحائي:تقنية قديمة، سقطت من علم النفس الحديث بسبب مخاطرها، ولا يجوز ممارستها إلا من قبل مختصين وتحت إشراف طبي دقيق.
  • التأمل والتنفس:قد تساعد تمارين الاسترخاء والتنفس السريع في تهدئة النفس، لكن المبالغة في ممارستها أو ربطها بمفاهيم روحية أو طاقية يؤدي إلى نتائج عكسية، مثل زيادة الحساسية النفسية والانفصال عن الواقع.

16.فك التعلق والحبال الأثيرية

يُروج لفكرة وجود "حبال أثيرية" تربط الإنسان بمن يحب أو يكره، وأن عليه قطعها ليشفى من التعلق. علم النفس ينفي وجود أي جسد أثيري، ويؤكد أن التعلق هو حالة نفسية طبيعية يمكن التعامل معها بطرق علمية.

17.تنظيف الذات العميقة والبرمجة الباطنية

جلسات "تنظيف الذات" أو "برمجة العقل الباطن" التي تُمارس في مدارس الطاقة، غالباً ما تؤدي إلى تعميق الجراح النفسية وإطالة فترة الألم، دون تحقيق شفاء حقيقي. العلاج النفسي الحديث يركز على عدم فتح جراح الماضي إلا للضرورة، وبأدوات علمية مدروسة.

18.خاتمة ونصائح عملية

  • لا تبحث عن الحلول السحرية لمشكلاتك النفسية أو الحياتية.
  • استعن بالله، واطلب المشورة من أهل العلم والاختصاص.
  • لا تنخدع بالدورات أو الرموز أو الطقوس التي تَعِدك بالشفاء السريع أو السعادة المطلقة.
  • علم النفس الحديث يقدم حلولاً واقعية وعملية، ويعتمد على أسس علمية وتجارب مثبتة.
  • حافظ على تواصلك الاجتماعي، وابتعد عن العزلة والأوهام.

رسالة أخيرة

ما يُروج له من مدارس الطاقة والتنمية البشرية ليس كله علماً نافعاً، بل يحمل في طياته الكثير من الخرافات والمخاطر النفسية والاجتماعية. كن واعياً، وميز بين العلم والوهم، واستفد من تجارب المختصين الحقيقيين، ولا تتردد في طلب المساعدة عند الحاجة.

لمزيد من الحلقات والنقاشات العلمية، تابعوا قناة سحر اليوغا والطاقة على يوتيوب.

اسأل سحر الطاقة

تحدث مع سحر الطاقة واحصل على إجابات لأسئلتك